يصبح البحث عن العدالة الاجتماعية والمساواة نوعًا من أنواع الدجل الرخيص حينما يختفى العدل عند رموز العدالة.
ويصبح التفاؤل دربًا من دروب الحماقة حينما نتصور أن الأفضل لم يأتِ بعد ونحن لم نغير شيئًا لا فى معتقداتنا ولا فى سلوكنا.
فإذا كان وزير العدل مازال يقسم المجتمع بين أبناء أسياد وأبناء عبيد ويعطى صلاحية الهيبة والمنصب لأصحاب الأصول وليس العقول فنحن لم نتحرك منذ قرون. ولا أعرف كيف نحاكم سيدة المطار على بذاءاتها بأنها سوف تحطم المطار على من فيه ونترك هذا التصريح الذى يهد الوطن بما عليه. فكيف نام ملايين الشباب من أبناء عمال النظافة وأمثالهم بعد أن وصلهم هذا التصريح العنصرى القاتل؟
بماذا شعر المجتهدون والمكافحون من أبناء الحرفيين والعمال وفقراء الفلاحين والباعة الجائلين والمعدومين.. إلخ؟ وكيف كان بكاء آبائهم المقهورين بعد أن عاشوا الجوع والكمد ليعلموا أبناءهم وكانت النتيجة أن (نكسر نفسهم) ونذل وضعهم بتصريح مهين؟ بأى همة تدفع سيادة الوزير!!؟ ما هى رسالتك لعشرات الملايين من شعب مصر الذين تحملوا الفقر والمعاناة ليروا أبناءهم فى مراكز أفضل منهم وليشعروا بأن لحياتهم وكدهم ثمن؟ هل من العدل يا وزير العدل أن تحطم كبرياء 70% من أبناء الوطن الذى أعطاك فى غفلة منه ما أنت فيه الآن؟ هل من العدل أن تعطى كل هؤلاء الشباب صفعة تحول أحلامهم بالعطاء إلى كوابيس اضطهاد وازدراء؟
بالطبع هذه الملايين لا تسعى للعمل فى القضاء ولكنهم أدركوا أنهم يحرثون فى الماء فى مجتمع تقوده العنصرية والطبقية يبخل عليهم بالعمل والأمل. بعد كل هذا الظلم نسأل فى سذاجة عن أسباب انتشار العنف والجريمة والإرهاب؟! للأسف يا سادة أفكار المسئولين من أهم الأسباب. فإذا كنت أحرمك من العدل فبأى حق اطلبه منك؟! وإذا كنت أبخل عليك بالرحمة فكيف أنالها منك؟!
للأسف الموضوع لن ينتهى بالاعتذار أو الإقالة. فإذا كان الرئيس عبد الفتاح السيسى يطالب بتغيير الخطاب الدينى لأنه سبب من أسباب الإرهاب، فنحن نطالب بتغيير الفكر الحكومى لأنه سبب كل البلاء. ونصيحة أخيرة للوزراء من مواطن غلبان (بطلوا كلام) فقديمًا كان أفلاطون يقول (تكلم حتى أراك) أما الآن فالأفضل لهم ولنا (اصمت حتى ننساك وننسى مصائبنا معاك).