أكرم القصاص

طحالب افتراضية.. وبراثن انكشارية!

الإثنين، 11 مايو 2015 06:14 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وكما هو وارد وشائع، مواقع التواصل فيها الكويس والسيئ والشرير، وفيها ناس كتير تتحدث عن الحرية والعدل والمساواة فشر الثورة الفرنسية، لكنهم أو بعضهم يرتكبون جرائم تخالف ما يقولونه، عندما يتعلق الأمر بخصومهم، أما حلفاؤهم فهم يؤازرونهم ظالمين ومقموصين.

والمناقشات تسيطر عليها عقلية الألتراس التى غزت السياسة واختلطت بها، وأساءت للرياضة، والسياسة، الألتراس أصبحوا بالنفخ ثوريين، ومع الوقت تورطوا فى عالم لا يعرفونه ولا يفهمونه، تعاملوا معه مثلما ينحازون لفريقهم، وحلت النظرة الألتراسية لكل شىء، فإذا كان الموضوع يخص أبوتريكة فأنت إما معه أو ضده، لا يهم أن تكون مع القانون أو العدل أو الحقيقة، ستطلع «إشمعنى»، ستجد من يفند الأمر بنفس الطريقة التى يفند عكسها فى موقف آخر.

نعرف أن اللاعب الجيد يُفرح جمهوره ويفيد نفسه، وكثيرا ما يغفر له الجمهور، وأمامنا دييجو مارادونا أحد أفضل اللاعبين فى تاريخ الكرة، وهو أسوأ اللاعبين أخلاقا، وسجن فى مخدرات واعتداءات، وظل الجمهور يحبه، ثم إن اللعب يتم بالقدم بتوجيه من العقل، لكن عند التشجيع فإن القدم تحل مكان العقل، لا توجد أسطورة اللاعب المقدس، والفيلسوف فى لعبة أساسها المنافسة.

لهذا نجد من يطالب بتطبيق القانون على الجميع، يعارض القانون إذا اقترب من شخص قريب منه، ويؤيد تسريبات، ويعارض أخرى، وتغيب القدرة على النقاش، فقط ناس تدلى برأيها وتتصور أن «البوست» لازم يكون مليئا بالمهاترات والترهات المتشعبة، مع أنه «تسالى»، وأحيانا جريمة، وضربنا مثلا بسيدة المطار التى تحولت صورها وحياتها الخاصة على صفحتها بالفيس بوك إلى تشهير إضافى بها، وطحالب الفيس بوك وتويتر ممن يقومون بدور المسامير من خلال حسابات مزيفة وكل مهمتهم أن يشتموا فلان أو يشنعوا على علان، بعضهم لإرضاء عقد نقص، والبعض يفعل بأجر لصالح أشخاص أو جماعات. لكن أبرز ما جرى منذ يناير 2011 هو ميلاد نوعيات من الفيسيين والتويبس، استغلوا أنه لا توجد قوائم للثورة، ويمارسون الكتابة من باب أنهم ملاك الثورة، يبدأون كلامهم بـ«.. لما قمنا بالثورة.. عملنا ثورة» وغالبا أقصى ما فعله هؤلاء أنهم قاموا بوضع فيشة الشاحن فى اللاب توب أو الموبايل، وهؤلاء بعضهم ظهر واختفى والبعض الآخر إما يمارس الكتابة على كبر، أو يعانى من «فراغ افتراضى سيبرانى»، ويظن أنه يجب أن يدلى برأيه فى أى قضية، وأن يكون هذا الإدلاء عميقا، فإذا به يتبع أكثر المواقف تطرفا، وينحاز لمواقف عكس ما كان مقتنعا به قبلها بساعات.

طبعا ليس هذا عيبا فى الوسائل، لكن فى بشر بعضهم فى حاجة لعلاج من حالة بارانويا اللايكات على مواقع التواصل.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة