يوم الخميس 19 مارس، تعرضت شابة أفغانية اسمها «فرخندة» تبلغ من العمر 27 سنة للسحل والحرق الجماعى من حماة ضريح مسجد «شاه دو شامشيرا»، حيث أخذت الحشود الغفيرة الغاضبة تضربها حتى الموت، ثم دهسوا جثتها بالسيارة، وأشعلوا فيها النيران قبل إلقائها فى نهر كابل فى جريمة وحشية تذكرنا بما تعرضت له الآنسة «كيتى جينوفيز» التى تعرضت للاغتصاب والطعن الوحشيين حتى الموت فى أحد شوارع مدينة نيويورك عام 1964، والذى أصاب الأمة الأمريكية كلها بصدمة بالغة أن 37 من الشهود سمعوا صراخ جينوفيز واستغاثاتها دون أن يبادر أحد منهم إلى نجدتها وإنقاذها، وبعد مضى عدة سنوات على تلك الحادثة درس علماء الاجتماع تلك السلبية المروعة لسلوك أولئك الشهود وأطلقوا عليها اصطلاح «متلازمة جينوفيز»، نحن أمام متلازمة فرخندة التى اتهمت بإحراقها نسخة من القرآن وسرعان ما أمر رجل دين كالعادة بقتلها وإحراقها، وتم تنفيذ الأمر بمنتهى الوحشية مع صيحات التكبير وأمام أنظار عدد كبير من الناس والشرطة، وبعد قتل الفتاة وحرقها تبين أنها بريئة، فرخندة كانت تدرس لتصبح معلمة دين، قال والدها إنها كانت مهتمة بالإسلام منذ طفولتها، وكانت تذهب إلى المسجد منذ أن كان عمرها سبع سنوات لتعلم القرآن وأنها حفظته عن ظهر قلب، وكانت تحرص دوما على مساعدة الفقراء لاسيما النساء منهم.
هذه الجريمة الوحشية تضاف لآلاف الجرائم التى أصبحت ترتكب فى عالمنا الإسلامى باسم الله والإسلام، ويقوم بتلك التصرفات الوحشية مجموعات مختلفة من الناس، فالأمر لا يقتصر على الجماعات المتطرفة مثل داعش وغيرها، فهذه الجرائم لها جذور تمتد إلى مستوى أعمق من هذه الجماعات الإرهابية، إنها تعبر عن ثقافة وفكر الموت الذى تفشى فى مجتمعتنا الإسلامية وأصبح يهدد كل ما هو إنسانى، يقول المفكر الباكستانى البروفيسور «أحمد القريشى» عن صناعة التطرف فى منطقة واحدة فقط على سبيل المثال من العالم الإسلامى هى باكستان: «تمثل قصة المدارس الدينية الباكستانية فصلاً مثيراً من فصول الأيام الأخيرة للحرب الباردة، وكيف تطوع الأمريكيون فى وقت من الأوقات ليجمعوا خيرة الناطقين بلغات أفغانستان وباكستان وآسيا الوسطى والمستشرقين البريطانيين والأمريكيين والعاملين فى الأجهزة الاستخبارية ليكتبوا مناهج التعليم الدينى ويموّلوا آلاف الكتب التى تسترشد بالفقه الإسلامى المتشدد فى أروقة جامعات أمريكية كى تتم طباعتها فى المدن الباكستانية، من أجل إعداد وتعميم كتب إسلامية تحض على التشدد والانغلاق والجهاد»، ويستطرد القريشى قائلاً: «ذات يوم وفى ذروة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة الأمريكية جاء «زبيغينو بريجنيسكى فقلب كل شىء رأساً على عقب هذا البولندى الأمريكى مستشار الأمن القومى فى إدارة الرئيس جيمى كارتر، خرج بفكرة تبدو إلى اليوم أنها كانت تفعل فعل السحر حين تولت واشنطن مهمة إيقاظ عملاق الحركة الإسلامية النائم والإيعاز إلى سائر حلفائها فى المنطقة بتسهيل مهمة هذه «الصحوة» إنه مبدأ بريجنسكى الشهير».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د \ اسامينا
هذه الجريمة الوحشية تضاف لآلاف الجرائم التى أصبحت ترتكب فى عالمنا الإسلامى باسم الله والإسلام
عدد الردود 0
بواسطة:
لا تلومني
تعليق 1 - المحترمه أو المحترم . كلام حقيقي - و لا تنسي أبو حامد واخد البركه .لا تنسي