نبيل شرف الدين

الإخوان.. بين غموض المصير وأوهام المصالحة

الأربعاء، 13 مايو 2015 12:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى دراسة تحليلية رصينة، ترصد مؤسسة «بروكنجز» تطور التطرف والإرهاب بمصر قبل وبعد سقوط نظام الرئيس الأسبق مبارك، مؤكدة مواجهة مصر للإرهاب على مدى تاريخها المعاصر، وظن كثيرون أنه بسقوط نظام مبارك ستصل الأزمة لنهايتها، لكنها بدأت فعلًا، وبصفة خاصة بعد عزل حكم «مرسى وإخوانه». وتواجه مصر حاليًا جيلين لمنظمات الإرهاب: الجيل الأول يتمثل فى جماعة الإخوان بتجذرها بالجهاز العصبى للمجتمع، خاصة الشرائح التى تتوارث الانتماء للجماعة ومن يستقطبونهم، أما الجيل الآخر فيتمثل بتهديد جماعات تُسمى «الذئاب المنفردة» لانتشارها بشتى المناطق الحدودية، فضلًا على مسؤولية تأمين «الجبهة الداخلية»، بمواجهة جماعات تحمل مسميات مختلفة، لكن مفاهيمها وأهدافها متطابقة، وتنسق فيما بينها، كما رصدت ذلك معلومات أجهزة أمنية.

تسمح السلطات للمنتمين للجماعات السلفية، مثل «حزب النور»، بالوجود بالمشهد السياسى العام بمصر ماداموا لا يهددون الدولة، فإنه بالمقابل تظهر تهديدات بعض الجماعات الجهادية الدموية، والتى يتعامل معها النظام بشكل مباشر، فداخل كل سلفى «داعشى كامن» سيخرج من قمقمه ليشعل الأخضر واليابس. وانتشر مؤخرًا ما يمكن تسميته «حديث الإفك»، وهى مجرد «بالونات اختبار» يتفق عليها ممثلو تنظيم الإخوان الدولى، وأجهزة مخابرات عدة دول، لاستطلاع آراء الشارع بشأن مدى قبول المصريين لمصالحة الإخوان، ولأن السيسى يُدرك بخلفيته الاستخبارية والمعلوماتية ألاعيب أجهزة استخبارات الدول المرتبطة بالإخوان، كما يرصد بوسائل علمية واستطلاعات شعبية مدى عمق الرفض الشعبى العارم لمصالحات الإرهابيين، ولأن الرئيس كرجل دولة يحترم إرادة شعبه، ولديه أجهزة ترصد بدقة «المزاج الشعبى» للمصريين ليطمئن مواطنيه ليس بالكلمات التى يؤكدها بشتى المناسبات، ولكن بعمليات نوعية تقتضى الحكمة عدم كشفها.

قصارى القول، لن تتحقق مصالحة بابتزاز شعب، وإرهاب إجرامى لدولة عريقة، فكل هذا مصيره الفشل، والانزواء داخليًا، أو الفرار لمدى غير منظور، فممارسات الإخوان وأذنابهم مجرد محاولات بائسة للعودة للمشهد السياسى، وأجريت اتصالات بأجهزة معنية وتطابقت ردودها، مؤكدة أن مشكلتهم لم تعد مع النظام، بل ضد الشعب، واعتبرتها «مناورات سياسية» ساذجة، فليس لهؤلاء سوى تطبيق القانون بصرامة، كما علمتنا تجربة «موجة التسعينيات» حتمية حسم المعركة ميدانيًا، وعدم الإفراط فى «المواءمات السياسية»، فى ظل ظروف حرجة، فمحاولة استرضاء الغرب الذى يدعم الإرهابيين ستجعلهم يستأسدون أكثر، ويقودون المواجهات للأسوأ.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة