واستهل المدير العام للإيسيسكو كلمته بقوله إن توفير الحماية للأطفال يعد من مقاصد الشريعة الإسلامية، ومن اهتمامات القانون الدولى الإنساني، موضحًا أنَّ التقارير الدولية والإقليمية تؤكد، أن عشرات الملايين من الأطفال فى جميع أنحاء العالم، يتعرضون للإيذاء من جراء الحرب والعنف والاستغلال والإهمال وسوء المعاملة وسائر أشكال التمييز. وهم أطفال ضحايا الحروب والنزاعات المسلحة، أو مشردون داخلياً، أو أجبروا على الخروج من أوطانهم كلاجئين، أو يشتغلون فى ميادين خطرة وغير مأمونة، أو يجرى استغلالهم واختطافهم والاتجار بهم لأغراض تجارية، غالبًا ما تشمل الجنس.
وأشار إلى أن هناك ملايين آخرين من الأطفال أقل ظهورًا للعيان، يعيشون فى أجواء مضطربة من العنف والإكراه وانتهاك الكرامة، فى المنازل، وفى المدارس والشوارع، وفى مؤسسات الإيواء والرعاية، وفى مرافق الاحتجاز والسجون، وربما يكون الأطفال المنتمون لأسر المهاجرين من بلدانهم الأصلية والأقليات، معرضين لمخاطر أكبر.
وقال على الرغم من الجهود المبذولة لحماية الأطفال من العنف والتصدى له فى بعض دول العالم الإسلامى، إلا أن العنف الذى يتعرض له الأطفال بكل أشكاله، قد بلغ درجة مُقلقة ومُفزعة، وخاصة فى الدول التى تشهد حروبـًا وصراعات ونزاعات مسلحة، أو احتلالاً لأراضيها، كفلسطين، وسوريا، والعراق، واليمن، والصومال، وأفغانستان، وليبيا، ومالي، ونيجيريا، وغيرها، حيث يتم تجنيد الأطفال فى الحروب، أو يتم استخدامهم دروعـًا بشرية.
وذكر أن حرمان الأطفال من حقهم فى الحماية، تترتب عليه تكاليف إنسانية واجتماعية واقتصادية باهظة، تـؤدى إلى تهديد الاستقـرار والسلم الاجتماعى، والتأثير السلبى فى جهود التنمية، إذ لا تزال الحماية القانونية فى بعض دول العالم الإسلامى، لا تحظر أشكال العنف ضد الأطفال، حيث تغيب القوانين والتشريعات فى بعضها، وإن وجدت فى بعضها الآخر، إلا أنها لا تعرف تفعيلاً جـادًا وإعمالاً مناسبـًا.
وفى ختام كلمته، دعا الدكتور عبد العزيز التويجري، حُماة الطفولة فى العالم العربى الممثلين فى الخبراء المشاركين فى الاجتماع، إلى إيلاء هذا الموضوع ما يستحق من اهتمام، وقال إن الإيسيسكو تتطلع إلى النتائج التى سيسفر عنها، وبخاصة مسودة مشروع الإطار العام لحماية الأطفال فى العالم الإسلامى.
موضوعات متعلقة..
- انطلاق أعمال ورشة عمل للنهوض بحقوق الأشخاص فى وضعية إعاقة بدول المغرب العربى