دندراوى الهوارى

عودة ظهور «الرسل» المبشرين بـ«شريعة» الهدم والتدمير من جديد

الأربعاء، 13 مايو 2015 12:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يحتاج الأمر إلى قريحة النابغين فى تحليل الأحداث، وربط سياقها بعضها ببعض لاستنباط النتائج، أو إلى معجزات الأنبياء، وكرامات الصالحين فى التنبؤ بالأحداث المستقبلية، وإنما يحتاج فقط رصد الأحداث، وقراءتها جيدا، تأسيسا على الوقائع المتكررة والمتشابهة على الأرض.

ومنذ 25 يناير، وحتى الآن، بعث فينا رسل، وأصحاب كرامات، يبشرون بشريعة، ظاهرها الرحمة المغموسة بالشعارات البراقة والمبهرجة والخاطفة للأبصار، والآسرة للقلوب، والألباب معا، وباطنها الهدم والتدمير.

أدوار هؤلاء الرسل واضحة بدأت بظهور حركة 6 إبريل على الساحة، وياللعجب واكب ظهورها، تأسيس روابط الألتراس فى نفس العام، وبعدها بقليل، ظهور رسول الإنسانية والحريّة والديمقراطية «البوب الأعظم» محمد البرادعى، الرجل الذى جلس على مقهى المعاشات فى فيينا، عقب انتهاء دوره فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ففكر الرجل جديا فى البحث عن عمل، فلم يجد إلا منصب رئاسة مصر، واضعا خطة استغلال حالة الغموض واللبس، والبلبلة المنتشرة فى الشارع المصرى قبل الثورة، عن مصير الحكم بعد مبارك، وهل الأمر يسير فى اتجاه التوريث، بجانب حالة الملل التى أصابت قطاعا عريضا من طول فترة حكم مبارك، فقرر البرادعى الاتصال بأصدقائه الأمريكان والأوربيين، لجس النبض من ناحية، وفى حالة الموافقة، على خطة قيادة التغيير فى مصر، فإنه ينتظر الدعم الكامل.

على الطرف الآخر عمرو حمزاوى، عضو أمانة السياسات التى أسسها جمال مبارك بالحزب الوطنى، والباحث الأول، ومدير الأبحاث فى مركز كارنيجى للشرق الأوسط، وهو معهد الشر الذى ينفذ بشكل علمى ومنهجى خطة إعادة تقسيم منطقة الشرق الأوسط، كان يعمل أيضا بكل جهد مخلص ليكون أحد رسل مرحلة التبشير بشريعة الهدم.

وبطبيعة الحال، لابد للرسل، من تابعين، ودعاة مخلصين يؤمنون بالرسالة، ويكونون أبواقا مروجة لها، فكان هؤلاء الإعلاميون المنقلبون الآن، بجانب علاء الأسوانى الذى لقنه الإخوان درسا بليغا وكالوا له الضرب والشتائم البذيئة فى فرنسا عقب ثورة 30 يونيو، إلى جانب ممدوح حمزة، المورد الأول للملابس الداخلية للثوار، وحمدين صباحى، المشتاق الأعظم، لمقعد الرئاسة والسلطة، بما يفوق عشق قيس لليلى، وعنتر لعبلة، وأيضا عدد كبير من رجال الأعمال، والسياسة الذين كونوا ثرواتهم من دماء الغلابة والبسطاء فى عهد مبارك، اعتقادا منهم، أن إزاحة النظام سيحقق لهم مزيدا من النهب المقنن، لمقدرات هذا الوطن.

فى تلاحم عجيب، استطاع هؤلاء الرسل المبشرين بشريعة الهدم، النجاح فى تدشين شريعتهم وسط احتفالية كبيرة، نقلتها معظم وسائل الإعلام العالمية، وفى القلب منها قناة الجزيرة، يوم 25 يناير 2011، انطلاقا من أهم ميادين العاصمة «التحرير»، ثم فوجئنا جميعا بالمفاجأة المدوية بأن هؤلاء الرسل ما هم إلا مبشرون لجماعة الإخوان.

وبعد بعد مرور 3 سنوات كاملة كفر الشعب بديانة هؤلاء وخرج فى ثورة العصيان يوم 30 يونيو 2013. رسل شريعة الهدم والتدمير عادوا من جديد الآن، بعد اختفاء اقترب من عامين، ليُبشروا بنفس الديانة، وبنفس الطريقة، ويستغلوا أى «هفوة» من الحكومة والسلطة، وتسليط الضوء عليها وتحويلها إلى قضية جدلية كبرى، يواكب ذلك، ظهور البرادعى وحمزاوى، فى الخارج.

البرادعى ظهر منذ أيام، يشيد بتجربة الإخوان، ملوحا بوضوح أنه سيلعب دورا فى المستقبل السياسى لمصر، من خلال تقديم النصيحة للشباب، وهو نفس الدور الذى مارسه قبل 25 يناير. ظهور البرادعى، كان بعد ساعات قليلة من ظهور عمرو حمزاوى من خلال مقال له، نشره موقع الـ«سى إن إن» بالعربية، مدافعا أيضا عن جماعة الإخوان، وشباب 6 إبريل، مدعيا أنهم يتعرضون لانتهاكات داخل السجون.

ما كتبه عمر حمزاوى صورة بالكربون مما ألقاه البرادعى فى محاضرة له، الدفاع عن الإخوان، واللعب على مشاعر شباب القوى الاحتجاجية. الخلاصة، هناك خطة إعادة سيناريو التبشير من جديد بشريعة الهدم والتدمير من ميدان التحرير، بنفس، الرسل، والأدوات، والسؤال، هل الشعب الذى كفر بهذه الشريعة المدمرة، ودفع ثمنا باهظا من تداعيات اعتناقها من أمنه واستقراره، يمكن له أن يعيد اعتناقها من جديد؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة