طموحاتنا فى نهضة بلدنا لا حدود لها وآمالنا فى الرئيس السيسى كبيرة جدا لأنه الوحيد الذى يملك الشرعية ويملك الرؤية الشاملة والقوة الكافية والإرادة الوطنية، لاستكمال الإنجاز التاريخى الذى يمكن اختصاره فى كلمتين وبس «إنقاذ مصر»، لكن هناك مسارين لمساعدته فى تحقيق أحلامه وأحلامنا بالطبع تجاه بلدنا، أولهما أن يساعد هو نفسه وأن يساعدنا باختيار المبدعين وأصحاب الخبرات النوعية فى كل موقع تنفيذى، وثانيا أن نؤمن بمشروعه للنهضة الشاملة وأن ندعمه بحب ويقين لا بمزاج متقلب.
الخطاب الشهرى الثالث للرئيس تضمن استعراضا لمجموعة كبيرة من التحديات والإنجازات والعقبات المراد تجاوزها، منها ما يخص البنية التحتية المتردية، ومنها ما يخص الخدمات الأساسية من تعليم وصحة وإسكان وكهرباء، ومنها ما يخص النهوض بالاقتصاد لتجاوز أزمة ضعف الاستثمارات وتراجع الصناعة الوطنية وكساد الأسواق وعدم القدرة على المنافسة، ومنها أيضا ما يخص المشروعات العملاقة التى يمكن أن تغير وجه البلاد على مدى السنوات المقبلة. والحق أن الرئيس استعرض فى كل هذه المحاور بيانات واضحة تكشف حجم الجهد المبذول فى وقت قياسى، وتعنى كذلك وجود رجال دولة متفانين فى مواقع عديدة، لكن ليسمح لى الرئيس أن أقول إن المواطن العادى لا يشعر بما تم إنجازه، ولا يتفاعل معه التفاعل الكافى، ربما لأن الغالبية العظمى من المواطنين من محدودى الدخل، وهؤلاء يتعرضون باستمرار لصدمات الغلاء والتضخم وعدم القدرة على توفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة لأسرهم. وليسمح لى الرئيس أن أقول إن النخبة المثقفة فى هذه البلاد تشعر بدورها بالقلق على المستقبل، ربما لأنها كانت تتوقع إجراءات أسرع على الأرض فى مواجهة الفساد المستشرى وفى استكمال مؤسسات الدولة، وفى لجم ممارسات الدولة العميقة المسيطرة.
إن من واجبنا أن نساندك يا سيادة الرئيس فى مواجهة التحديات الجسام التى تتصدى لها وفى الحرب التى تخوضها ضد الإرهاب فى الداخل وضد أعداء الوطن المتربصين بنا من كل الجهات، لكننا نريد رص صفوفنا بشكل سليم حتى نتجاوز هذه التحديات بسرعة وننطلق إلى أفق جديد.
وللحديث بقية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة