كان حاكم الشارقة سمو الشيخ سلطان القاسمى فى زيارة خاصة له لمصر، وذهب لزيارة مبنى دار الوثائق، وتعجب من أن تكون مصر بحضارتها وتاريخها يحفظ وثائقها مثل هذا المبنى الذى لم يعد مناسبا، فقرر عل الفور تحمل تكاليف عمل مبنى جديد، وكان المبنى الذى تم افتتاحه قبل أيام بحضور سموه ورئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، وتكلف نحو 100 مليون جنيه، وفى نفس الزيارة جاء افتتاح مبنى اتحاد الأثريين العرب بمدينة «الشيخ زايد» الذى تم بدعم منه.
لم تكن مساهمة «القاسمى» فى تشييد مبنى «دار الوثائق» الجديد هى الوحيدة فى مسلسل ما يفعله الرجل لمصر، فلا يمر عام واحد دون أن نجد له فعلا نبيلا منه لصالح مصر وخاصة فى أزماتها، وعلى سبيل المثال لا الحصر فى شهر أغسطس عام 2013 وبعد سقوط نظام الإخوان كانت مصر تعانى من أزمات اقتصادية خانقة، أعلن وقتها تقديم حزمة من المساعدات لمصر تشمل 2 مليون دولار لتشغيل المصانع المعطلة، وتطوير 18 منطقة عشوائية فى محافظة الجيزة، وإعادة بناء الدور الذى احترق فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة على أيدى الإرهابيين بعد فض اعتصام ميدان النهضة، وبناء 25 مسجداً فى قرى الشهداء الذين سقطوا على أيدى عصابات الإرهاب فى سيناء وهم فى طريقهم لاستلام شهادات تأدية نهاية الخدمة.
من مواقفه أيضا قيامه بالتبرع بوديعة مالية لاتحاد كتاب مصر تخصص لعلاج الكتاب، وتبرعه بـ4000 عنوان نادر من مكتبته تعويضا عن الذى تم حرقه فى المجمع العلمى بعد ثورة 25 يناير، وقبل سنوات تبرع بإنشاء مبنى الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، وجاءت هذه الخطوة منه بعد خطاب بريدى عادى أرسله إليه المؤرخ الراحل الكبير الدكتور رؤوف عباس، فقرر على الفور أن يتحمل تكاليف هذا المبنى.
قائمة مساعدات هذا الرجل النبيل لمصر فيها أشياء أخرى، وهو يرفض أن تسمى «مساعدة» لأنه يعتبر مصر بلده ووطنه الذى عاش فيه، وما يفعله هو بمثابة رد الدين لشعبها الذى أحبه، وحسب قوله فإنه عرف أن أعظم ما فى مصر بعد مجيئه إليها للدراسة هو شعبها، فماذا فى سيرة هذا القائد العربى العظيم يجعله يحب كل هذا الحب لمصر؟ نستكمل غدًا.