أول من ساهم فى إسقاط حكم محمد مرسى وجماعته هم حاشية السوء، وفريق العمل الذى اختاره مكتب الإرشاد ليدير البلاد ويحكم العباد، بداية من اختياره اسم محمد مرسى ليكون هو المرشح لمنصب الرئيس بالرغم من إيمان بعضهم بأن مرسى محدود الفكر وقليل الذكاء ولا يملك كاريزما القائد، مثل الزعيم جمال عبدالناصر، ولا إمكانيات الموظف، مثل الرئيس المخلوع حسنى مبارك، ولا دهاء بطل حرب أكتوبر مثل الرئيس السادات، كل إمكانيات مرسى تمثلت فى أنه الأخلص والأكثر طاعة بين قطيع جماعة الإخوان، التى ترفع شعار السمع والطاعة، وهو ما ظهر فى مواقف عديدة أثناء العام الأسود الذى حكم فيه مرسى، حيث تلاشى دوره تماماً كرئيس، وأصبح مجرد رئيس بدرجة مندوب مكتب الإرشاد فى قصر الاتحادية، وظهر تأثير الجماعة على كل قرارات مرسى، خاصة قرار اختيار حاشيته ووزرائه وكل فريق العمل الرئاسى، حيث لم يستطع مرسى أن يختار حتى من يطهو له طعامه داخل قصر الرئاسه إلا وبورقة من مكتب الإرشاد.
كل هذه الخطايا تسببت فى شىء واحد، هو عزل مرسى وإسقاط حكم الإخوان، بعد عام واحد من تولى هذا الرئيس الفاشل منصبه، فلم يتحمل الشعب تخاريف رئيس وزرائه الإخوانى هشام قنديل، صاحب نكتة كوتى نيل، وفضيحة صدور ستات بنى سويف غير النظيفة، وأكاذيب الأهل والعشيرة المتمثلة فى التصريحات الفشنك للبلتاجى والعربان وماضى وسلطان وأبوإسماعيل، وغيرهم ممن ورطوا مرسى نفسه فى فضائح وكوارث كانت السبب الرئيسى فى انهيار حكم الجماعة.
الآن المشهد يتكرر وهناك من المسؤولين من الوزراء والشخصيات العامة المحسوبة والمنسوبة للرئيس عبدالفتاح السيسى من هم أكثر خطرا على الرئيس ومصر من جماعة الإخوان إلارهابية، بل ويساهم بعضهم فى مؤامرة إسقاط الرئيس- التى تحاول جماعة الإخوان تنفيذها منذ عزل مرسى- بعد أن ظهر من بعضهم ما يسىء للنظام، والدليل السقطة الكبرى للمستشار محفوظ صابر وزير العدل المستقيل، بعد تصريحاته الفضيحة والعنصرية حول رفضه المطلق بأن يستولى أبناء الزبالين أى منصب فى سلك القضاء، وهى التصريحات التى تسببت فى الإطاحة بالوزير من منصبه، وأصابت كل فئات المجتمع الذى كان يعيش وهما كبيرا اسمه العدالة الاجتماعية، ولكن لسان وزير العدل المستقيل كشف الحقيقة المرة، والمتمثلة فى أن ما حدث فى يناير 2011 ويونيو 2013 مجرد مظاهرات وليست ثورات، لأنه ما زال بيننا من يرى أن هناك سادة وعبيد وعنصرية وصلت إلى نفى الآخر، فهل نحن فى حاجة إلى ثورة اجتماعية لتغيير مفهوم السادة والعبيد الذى ما زال يسيطر على عقلية الكبار على أرض مصر المحروسة، وللحديث بقية.