تجديد الخطاب الدينى يبدأ بحظر فتاوى الهلوسة وغرف النوم، ولا أدرى هل يمكن منح الأزهر حق الضبطية الأخلاقية ليقوم بذلك، أم أن فى داخله لوبى قوى يعرقل التطوير والتحديث، وينتمى لمدرسة «التخلف شو»؟ فلا ينفع الناس خروج شيخ ملتح فى فضائية واسعة الانتشار، زاعما أن القوة الجنسية لرسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام كانت تعادل ثلاثة آلاف رجل، ولو كان الأمر بيدى لطلبت الكشف على قواه العقلية، لأنه يشوه صورة أشرف الخلق فى برامج مفتوحة يشاهدها أطفال صغار وبنات وشباب، ولا أريد استكمال ما قاله لأنه قلة أدب ويضرب مكارم الأخلاق فى مقتل.
ولا ينفع الناس أن يأتى شيخ آخر يعانى عقدة نقص فيقول إن صلاة الرجل تُقطع لثلاثة الكلب والحمار والمرأة، الله يلعنك وأنت تهين الأم والأخت والزوجة والابنة، وتلحق بالإسلام دونيتك وعنصريتك وعجزك، وتجعلنا فرجة لعالم حولنا يضخم صغائركم ليسخر منا.
فى بلدى من يصدق أن جبريل عليه السلام كان يصلى الفجر فى رابعة، وأن وضع صورة الجاسوس مرسى فى الأكفان تخفف عذاب القبر، وأن النبى الكريم نظر خلفه فوجد مرسى فقال مندهشا: أنت هنا يا دكتور تقدم لتؤمنا فى الصلاة.. فكيف لا يصدقون ماكينات الخرافات التى تضخ فى العقول والأفئدة قذائف استلاب الوعى؟
هل يستطيع الأزهر الشريف بداية حرب تجديد الخطاب الدينى، بوقف فتاوى «تخاريف الهوس الجنسى» ومنع التشهير بالنساء، لتخليص «نصفهن» من قيود القهر الدينى، ولإنقاذ «النصف الآخر» من جنوح التمرد والعُرى الأخلاقى؟ هل يبادر الأزهر بإعلان ميثاق شرف لوقف هذا العدوان الهمجى السافر، الذى يتمسح بالإسلام وأن يخصص قاعات «للكبار فقط» لمناقشة فتاوى غرف النوم، وقصرها على الراغبين والدارسين والمتخصصين، بدلا من تعميمها على البيوت والأسر دون استئذان؟ لماذا البدء بقضايا المرأة؟.. لأنه لو تم إصلاح الخطاب الدينى بشأنها لانصلح حال الخطاب الدينى برمته، ولن يجد مشايخ التوك شو مادة خصبة لاعتلاء منصات الشهرة، بتخدير الأخلاق وتنويم الضمير.
عدد الردود 0
بواسطة:
تحيا مصر
من هنا بدأنا