ولد كوهين فى الإسكندرية عام 1924 وتعلم اللهجة "العامية" المصرية
تعلم الصلوات الخمسة وتلاوة القرآن وأتقن اللهجة السورية عقب هجرته لتل أبيب
بمناسبة الذكرى السنوية الـ50 لإعدام جاسوس إسرائيل الأشهر فى تاريخها "إيلى كوهين"، فى العاصمة السورية دمشق، قال الكاتب الإسرائيلى شلومو شابير، فى مقال له بصحيفة "يسرائيل ها يوم" الإسرائيلية، اليوم الاثنين، إن تم القبض عليه بداية عام 1965 إنه كان له دورا كبيرا فى "نكسة" 1976.
وأضاف شابير، أن كوهين عمل طوال 3 سنوات فى سوريا تحت اسم مستعار وهو "كامل أمين ثابت"، مع رجال أعمال سوريين ونجح ببناء علاقات قوية مع سياسيين وعسكريين فى سوريا ونقل معلومات كبيرة لإسرائيل، ساعدها على تحقيق الانتصار الكبير فى "حرب الأيام الستة" – التسمية العبرية لحرب 67.
كوهين نجح فى اختراق قيادة الجيش السورى والقصر الجمهورى
وقال شابير: "إن كوهين، كشخصية مثيرة كان لها حضورها وقدراتها الاجتماعية الواسعة، نجح ببناء علاقات مع كبار رجال حزب البعث وهيئة الأركان العامة للجيش السورى فى دمشق، ووصل حتى القائد العام للجيش، وحتى إلى القصر الجمهورى السورى، وفى أعقاب تحقيق إجرته المخابرات السورية ألقى القبض عليه أثناء قيامه بإرسال المعلومات لإسرائيل، وحكم عليه فى المحكمة العسكرية وتم إعدامه شنقا فى ميدان عام".
إعدام شابير أنهت فترة إرسال الجواسيس للدول العربية والاعتماد على التكنولوجيا
وأضاف الكاتب الإسرائيلى أن إعدام إيلى كوهين، أنهت فترة فى تطور الاستخبارات الإسرائيلية، الفترة التى بدأت قبل إقامة إسرائيل عام 1948، وتميزت بإرسال جواسيس إسرائيليين للدول العربية تحت أسماء مستعارة، مضيفا أن هؤلاء الجواسيس، الذين تسميهم اجهزة الاستخبارات فى تل أبيب بـ"المحاربين"، أرسل كل واحد منهم لفترة طويلة، بلغت عدة سنوات فى دول العدو الخطيرة، وخلال سنوات نجحوا بالتأقلم فى حياتهم المزدوجة، وبناء مجموعة من المعارف والعلاقات فى صفوف القيادة المحلية وجمع معلومات مهمة لأمن إسرائيل.
وأوضح شابير أن قتل كوهين والقبض على جواسيس آخرين فى نفس الفترة فى مصر وسوريا وعدد من الدول العربية أدى إلى اعتماد إسرائيل المتزايد على وسائل التكنولوجيا، وليس فقط على العملاء الميدانيين، لجمع معلومات استخبارية من الدول العربية.
وقال الكاتب الإسرائيلى إن إعدام كوهين قد تسبب فى المفاجئة الاستراتيجية والهزيمة التى حدثت فى "حرب الغفران" – التسمية العبرية لحرب السادس من أكتوبر عام 1973 - بإثارة نقاشات، لا تزال مستمرة حتى اليوم، بين كبار رجال الاستخبارات فى تلك الفترة حول ما إذا تم استخدام أو عدم استخدام "وسائل خاصة"، كهذه أو غيرها.
الوسائل التكنولوجية لا تغنى عن العامل البشرى لاستناج ما يفكر به الطرف الآخر
وأضاف شابير أنه يتم اليوم جمع معظم المعلومات من قبل خدمات الاستخبارات عبر "وسائل تكنولوجية"، تشمل الاستماع لوسائل الإعلام، وأجهزة مراقبة ورصد، وأقمار صناعية، والإنترنت ومجال "السايبر" وغيرها.
موضحا أن هذه التشكيلة من الإمكانيات للحصول على معلومات سرية بواسطة التكنولوجيا تعتبر غير محدودة، تقريبا، وأن الوسائل التقنية والجديدة التى يتم استخدامها تبقى "جيمس بوند" بعيداً فى المؤخرة، لافتا إلى أن التكنولوجيا تعانى من نقص واحد وهو عدم استناج ما يفكر به العقل البشرى، وذلط بغم أنها تستطيع مساعدة أجهزة الاستخبارات فى الكشف عن حقائق، مضيفا أن البرامج، والتطلعات، والأحاسيس والمشاعر تعتبر عوامل مؤثرة جدًا فى اتخاذ القرارات لدى كل شخص.
وأضاف شابير أن الخدمات الاستخبارية التى تعتمد على التكنولوجية المتطورة جدًا، لا يجب أن تتخلى عن جمع معلومات على المستوى الإنسانى، المسمى باللغة العملية "HUMINT" أى الاستخبارات البشرية.
كوهين الجاسوس الإسرائيلى الذى اخترق قلب النظام السورى
وكان قد عرفه السوريون كوهين باسم "كامل أمين ثابت"، وفى مثل هذا اليوم قبل 50 عاما تم إعدامه، فقد أصبح كوهين جاسوسا عربيا بارزا فى رأس النظام السورى، وأرسل إلى إسرائيل معلومات استخباراتية غير مسبوقة فى أهميتها، حيث هزمت إسرائيل بفضله الجيش السورى فى حرب عام 1967 فى جبهة الجولان، التى لا تزال إسرائيل تسيطر عليها حتى اليوم.
ولد فى الأسكندرية وتعلم اللهجة المصرية
ولد كوهين فى الإسكندرية عام 1924، وتعلم مع والديه اللهجة "العامية" المصرية، ولكنه عرف أيضا اللهجة السورية؛ لأن والده قد هاجر فى طفولته من حلب إلى مصر، انضم منذ صغره إلى "الحركة الصهيونية"، ومنذ ذلك الحين كان على علاقة مع شبكة الاستخبارات الإسرائيلية، إلى أن هاجر عام 1957 إلى إسرائيل.
بداية مشواره فى إسرائيل عقب الهجرة إليها
عقب وصوله إلى إسرائيل بعد الهجرة إليها، عمل كوهين بترجمة الصحافة العربية إلى اللغة العبرية، وفى إدارة الحسابات، وبعد ذلك، تم أخذه إلى اختبارات من قبل سلاح المخابرات الإسرائيلى "الموساد"، حيث أظهر هناك مهارات ذاكرة استثنائية، وتقرر تجنيده كجاسوس، وتعلم الصلوات الخمسة لدى المسلمين كما تعلم تلاوة القرآن ودرس عن سوريا، وأتقن اللهجة السورية وأطال شاربه كما كان يفعل السوريين فى تلك الحقبة.
إسرائيل تطلق عليه اسم "كامل أمين ثابت" قبل إرساله لدمشق
أعطى جهاز "الموساد" له اسم "كامل أمين ثابت"، وانتحل شخصية رجل أعمال سورى يعيش فى المنفى بالأرجنتين، وأرسل عام 1961 إلى الأرجنتين، بشخصية وهمية، ووجد هناك أصدقاء سوريين يصورة كبيرة، وبعد مرور عام عاد كوهين إلى دمشق، وسكن فى شقة بحى "أبو رمانة" مجاورة لمقر قيادة الجيش السورى، وكان أحد أبرز أصدقائه الجنرال أمين الحافظ، الرئيس السورى السابق.
تكوينه للصداقات مع ضباط وقادة الجيش السورى
أقام كوهين، أو "ثابت"، صداقات مع الضباط الأبرز فى القيادة العامة للجيش السورى، وتجول فى كل مكان بسوريا مع أصدقائه الضباط، وفى إحدى رحلاته إلى الجولان نظر كوهين إلى منحدرات الجبال، وشاهد الحدود الإسرائيلية، وبث جميع المعلومات التى وصلته عن توزيع القوات السورية إلى إسرائيل فى جهاز استقبال "راديو"، وعاش كوهين 3 سنوات هكذا، فى قلب مراكز القوة فى سوريا.
أهم المعلومات التى نقلها كوهين من سوريا لإسرائيل
كانت من بين أهم المعلومات التى أرسلها كوهين من دمشق لتل أبيب، هى نية السوريين الإضرار بمحطات المياه فى إسرائيل، ونقل كوهين الخبر عن ذلك فى وقت مبكر، وبناء على تلك المعلومة استطاعت إسرائيل إحباط العملية وحماية منشآت المياه الخاصة بها.
بداية سقوطه
قبل سقوطه بفترة قصيرة، بدأ كوهين يشعر أن السوريين يشتبهون به، وتناقص عدد أصدقائه، وشعر بأن رجال القيادة فى النظام السورى يبتعدون عنه ولا يشاركونه بأسرارهم، ورغم ذلك، استمر فى بث الأخبار من دمشق.
عقيد بالجيش السورى يقتحم شقته ويخبره: "اللعبة قد انتهت"
فى صباح يوم 18 يناير عام 1965 تم القبض على كوهين، بمساعدة معدات الراديو السوفييتية المتقدمة التى كشفت عن مكانه، فقد اقتحم عقيد بالجيش السورى شقته وأخبره بأن "اللعبة قد انتهت".
جهود إسرائيل لإطلاق سراحه قبل إعدامه
بذلت إسرائيل جهودا دبلوماسية غير مسبوقة فى محاولة إقناع السوريين بإطلاق سراحه، وعرضت على قادة النظام السورى معلومات استخباراتية عن المعارضة السورية، ولكن دون جدوى، وتم إعدامه شنقا فى مثل هذا اليوم 18 مايو عام 1965.
لغز مكان جثته
الجدير بالذكر أن مكان دفن كوهين لا يزال لغزا حتى اليوم، وفقا لتقارير إسرائيلية، فقد تم إلقاء جثته فى حفرة فى ضواحى دمشق، بُنى عليها بعد ذلك حى جديد، فيما قال مسئول سورى منذ فترة طويلة إن جثة كوهين قد دفنت من جديد فى ثلاثة أماكن مختلفة، من أجل منع إسرائيل من معرفة مكان دفنه.
تعليقات الصور
إيلى كوهين الجاسوس الإسرائيلى الذى اخترق قلب النظام السورى
إعدام إيلى كوهين فى دمشق
كوهين فى إحدى رحلاته إلى الجولان
محاكمة كوهين فى دمشق
كوهين بعد تنفيذ حكم الإعدام ضده فى سوريا
جانب من مقال الكاتب الإسرائيلى حول إيلى كوهين
الموضوعات المتعلقة..
- إسرائيل تحيى الذكرى الـ 50 لإعدام جاسوسها الشهير "إيلى كوهين" فى سوريا
عدد الردود 0
بواسطة:
د. عبدالحق الهواس
المعلومات ليست دقيقة