آخر مرة زرت فيها مدينة الصحفيين بالتجمع الخامس كان منذ عدة شهور، كلما عاودت زيارة تلك المدينة تراودنى أحلام بتحقيق إنجاز على أرض الواقع يمكن الصحفيين المشتركين فى المشروع من الإقامة فى المدينة. رغم أننى دفعت مبلغا ضخما لمجرد استلام مفتاح الشقة التى امتلكها بالمشروع لهيئة الأوقاف التى تشرف على المدينة، هذا المبلغ جاوز المئة ألف جنيه، وذلك لكى أتمكن من تشطيبها والإقامة فيها، ناهيك عن تكاليف التشطيبات التى تبلغ هى الأخرى مبالغ فلكية، فقد أقمت أنا وأولادى بما فيه الكفاية بحى شبرا الخيمة المزدحم جدا الذى تبلغ نسبة التلوث به نسبة متجاوزة للحدود، ورغم كل ذلك لا يمكننى حتى الآن الإقامة فى المدينة لعدم استكمال مقومات العيش فيها.
أذكر أننى كتبت من قبل عن هذا المشروع وقلت إن أحلام 300 صحفى فى مهب الريح بسبب البطء البيروقراطى وعدم اكتراث موظفى الهيئة وتنازعهم الدائم مع الشركات العاملة بالمدينة، وقد أصابنى الذهول مرة حين كانت المهندسة العاملة بالمشروع من قبل الهيئة تتخانق بصوت مرتفع مع مهندس آخر من الشركات العاملة بالمدينة، وهو ما يعنى إهمال يذهب بالمشروع لمجاهل النسيان والإهمال. هذا الأسبوع راودتنى نفسى الأمارة بالخير أن نذهب لنرى ما تم على أرض الواقع وكانت أسرتى معى، والتقيت زميلا بجريدة الأهرام من المقيمين بالمدينة منذ أكثر من سنة، وكان وجهه عابسا يحدثنى بلا أمل، قال الرجل لى إن وزير الأوقاف جاء للمدينة مرتين فى شهرى ديسمبر عام 2013 وعام 2014 وكان فى كل مرة يقطع على نفسه العهود بأن المدينة سينتهى العمل فيها بعد عدة أشهر ولا تتحقق عهوده، مثلا أكد أن المدينة سينتهى العمل بها فى شهر مارس الماضى ولم يحدث ذلك بعد. طالب الزميل وهو نفس المطلب لكل الصحفيين المشتركين بالمشروع أن ينتقل ملف المدينة إلى المكان الذى يفترض أن يكون فيه وهو نقابة الصحفيين، وكان النقيب الأسبق ممدوح الولى ذكر أن ملف المدينة ليس فى يد النقابة وأنه مع الزميل طه عبد العليم. وأذكر أننى حضرت اجتماعا بالنقابة كان يحضره الزميل طه عبد العليم وبعض الصحفيين المشاركين فى المشروع وطالبوه بأن يرفع يده عن ملف المدينة ويعيدها لبيت الصحفيين الطبيعى وهو نقابتهم، وأن يكون النقيب الجديد ومسؤول الإسكان الجديد بالنقابة هما من يتولى ذلك المشروع، بالإضافة إلى اتحاد الملاك الذى لم يشهر بعد.
ذكر لى الزميل بالأهرام أن النقيب الجديد والزميل طه عبد العليم والزميل ممتاز القط والزميل محمد بركات ذهبوا لمقابلة وزير الإسكان بشأن المشروع وهم جميعا ملاك لفيلات ولم يذهب ولا واحد ممن يملكون شققا بالعمارات المختلفة، كما أن أيا منهم لم يقم بعد فى المدينة، ولم يذهب ولا زميل ممن يقيمون فى المدينة، بعضهم يقيم فيها منذ ما يقارب السنتين. يتحدث الزميل طه عبد العليم دائما أنه تعب من أجل المشروع، وأنه قابل مسؤولين ولم يكل ولم يتعب، وله جهده المشكور، لكن جهده لنفسه لأنه صاحب فيلا فى المشروع وهو دائما يمثل ملاك الفيلات فى المشروع، بينما يغيب جموع الصحفيين الآخرين وهم أغلبية عن حضور الاجتماعات مع المسؤولين أو تمثيلهم فى تلك الاجتماعات ليتحدثوا عن معاناتهم الصعبة فى المدينة. لا تزال المدينة بعد لم يدخلها الغاز، ولم تستكمل مرافقها وبنيتها التحتية، وقد تعرضت العمارات للسرقات، وسرقت محولات من المشروع ثمن بعضها يزيد على المائة والخمسين ألف جنيه. للمرة الثانية نحن نريد أن يعود ملف المدينة للنقابة وأن يتولى النقيب ومسؤول الإسكان بالنقابة وممثلون عن القاطنين بالمدينة ومن لم يقطنها بعد من مالكى الفيلات والعمارات حتى يتم إشهار اتحاد الملاك – لوضع رؤية لحلول واضحة لمشاكل المدينة الواعدة ومستقبلها.