سليمان شفيق

حرب الدولة القديمة ضد مشروع الدولة الجديد

السبت، 02 مايو 2015 11:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما يجرى الآن فى مصر لا يمكن السكوت عنه، أقصد الحرب الباردة من أنصار النظام القديم ضد السيسى وثورة 25 يناير، الأمر الذى دعا وزير الصناعة والقطب الوفدى منير فخرى عبدالنور إلى المطالبة بحزب للرئيس للدفاع عنه وعن ثورة 30 يونيو. ربما لو استعرضنا ما يحدث لقدرنا مطلب عبدالنور، ففى الوقت الذى ينشط الرئيس خارجيا وبعد نجاح المؤتمر الاقتصادى، نجد أن النجاح الاقتصادى أكثر وضوحا، ويتجلى فى وصول 6 مليارات دولار من السعودية والإمارات والكويت، كما ازداد عدد الشركات العربية التى تم تأسيسها، يأتى ذلك على حساب التخبط فى السياسة الداخلية، مثلما حدث فى موضوع موعد الانتخابات البرلمانية، وفى الوقت الذى يتم فيه الهجوم على الأحزاب، واتهام العملية الانتخابية بـ«سوق نخاسة»! تنشط حركة الإخوان بشكل نوعى، ويبدو ذلك جليا فى تصريحاتها بالاعتراف بخطأ المسار الإصلاحى لهم بعد الثورة، وكذلك تطورهم فى استخدام الجيل الرابع من الحروب، وهى حرب الشائعات حول إرسال قوات برية للسعودية، الأمر الذى روجت له بعض المواقع المحسوبة على النظام القديم، وكذبه المتحدث العسكرى، أو ترويجها شائعات ضد الحكومة بأنها خلف «تسمم» المياه، وسط صمت حكومى، الأمر الذى يربك المواطنين.

على الجانب الآخر أصدرت حركة 6 إبريل بيانا أدانت فيه الأجهزة الأمنية، اللافت للنظر أن البيان تزامن مع حملة شعواء ضد الأجهزة الأمنية من صحف خاصة وحكومية ومواقع أخرى محسوبة أيضا، ليس على النظام القديم فحسب، بل وأطراف من الأجهزة! مما يجسد صراعا حقيقيا بين الأجهزة، ويصل التخبط مداه بالتصريحات المتضاربة لأعضاء موقرين فى اللجنة العليا للانتخابات من جهة، ولجنة تعديل القانون من جهة أخرى، ويستمر الهجوم على الأحزاب لإضعافها، وتخرج علينا قنوات وإعلاميو النظام المباركى بأحاديث لمبارك، وينشط أحمد عز ويرشح أتباعه لمجلس النواب السابق، وتقف بعض الدوائر الأمنية وراء ظاهرة إغراق العملية الانتخابية بالمستقلين، صراعات واضحة ضد أحزاب ما بعد 30 يونيو.. وللآسف أعطت هذه الأحزاب ظهرها للحداثة على حساب تمكينها من السلطة، الأمر الذى قد يفقده كلاهما، وتطل حركة «بداية» برأسها دون مراجعة أخطاء من سبقوها لتعيد إنتاج الفشل، ويسرع أخرون بمحاولة إنقاذ أحزاب الشباب التى يسودها الانشقاقات، لأنها ولدت «قيصريا» من رحم السلطة، وتموت السياسة وتفقد معظم الأحزاب الرؤية، وتتحول المعركة الانتخابية إلى مولد وصاحبه غايب «نواب بلا رؤية ولا فاعلية».. اللهم احمِ السيسى من أنصاره، أما أعداؤه فهو كفيل بهم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة