هل نندم على هدم مبنى الاتحاد الاشتراكى؟ لماذا نتعجل دائما الهدم فى حياتنا لمجرد كلمات تخرج من أفواهنا، ونرفض أن نمنح أنفسنا فرصة للتفكير، وفرصة أخرى للبناء والإبقاء على أبنية كانت –وما زالت-شاهدة على فترات من تاريخ مصر.
هل نندم كما ندمنا على هدم فيلا كوكب الشرق أم كلثوم بالزمالك فى السبعينيات بصفقة مريبة، وضحك علينا سماسرة التاريخ والتراث بلافتة وتمثال، وهدموا الفيلا الرمز فى زمن أغبر تواطأ فيه رموز الحكم وسال لعابهم أمام ملايين النفط، وكانت النهاية التعيسة، بيع الفيلا لأحد مليونيرات الخليج، وتعالت أصوات الصحف بالحفاظ على الفيلا لتحويلها إلى متحف للست، وأرسل سعد مأمون محافظ القاهرة وقتها قوات أمنية لتمنع الهدم، لكن كانت التعليمات بالهدم والتراجع أمام سطوة المال، وضاع تراث كوكب الشرق أهم مطربة عربية فى القرن العشرين.
هل نكرر نفس الخطأ قبل أن نتمهل قليلا ونفكر؟ أعرف أن السؤال يبدو متأخرا، بعد أن زأرت أصوات بلدوزرات الهدم أمام المبنى التاريخى الشاهد على أحداث جسام.
هل جرت دراسة هندسية موضوعية لمدى صلاحية المبنى بعد احتراقه فى ثورة 25 يناير؟ وأين هى هذه الدراسة؟ بعض الأصوات التى لم تنجر وراء موجة الهدم قالت: إن المبنى الرئيسى - البرج - سليم إنشائيا، طبقا للمعاينة وتقارير الخبراء المتخصصين.
إذا كان الكلام صحيحا، فعلى الحكومة التى انحازت إلى الهدم والفناء أن تقول إلى أية دراسة اقتصادية علمية استندت إليها لتبرر عملية الهدم؟ وهل أجرت أية دراسة جدوى لاستثمار المبنى للمصلحة العامة؟ أظن أن رئيس الحكومة المهندس إبراهيم محلب اتخذ قرارا مبدئيا بالهدم «وبعدين نبقى نشوف هانعمل إيه».
فمجلس الوزراء اتخذ قرار الهدم دون تطبيق القانون الذى يوضح طريقة خروج أى مبنى مسجل من قوائم الحصر، وهى عرض الأمر على اللجنة العليا للتظلمات التى يرأسها رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، ثم اللجوء للقضاء فى حالة رفض اللجنة، لماذا التعجل فى الهدم ؟ وهل وراؤه أمر مريب لا نعرفه؟
نتمنى ألا نذرف دموع الندم على مبنى له تاريخ وليس مجرد جدران وطوب، مثلما حدث مع فيلا أم كلثوم وقصر شريف باشا صبرى فى جاردن سيتى، وباقى الفيلات التى تهدم الآن فى أحياء مصر القديمة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى النجار
نعشق الهدم ونكره العمار