قبل 48 ساعة من الآن أفتى الإخوانى أكرم كساب، عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين الذى يرأسه يوسف القرضاوى، بأن «الخلاص من قضاة العسكر والقضاء عليهم فريضة شرعية، وضرورة بشرية وأمنية ثورية».
وكأن ربيب جماعة الإخوان لم يقرأ الأمر النبوى الذى قال فيه الرسول عليه الصلاة والسلام «لحرمة دم المسلم أشد عند الله من حرمة الكعبة»، وبعيدا عن التعاليم النبوية التى لا يعرف منها أمثاله سوى ما يخدم مصالحهم، عبر الرجل عما تحمله الجماعة من فيروسات فكرية ونفسية تطوع لها استخدام الدين وفق هوى المصالح والمكاسب.
الفتوى الجرائمية التى خرج بها القيادى الإخوانى ليست «شطحة» فردية من شخص يعانى من خلل فكرى، بل بدت بعد زوال حلم السلطة عقب 30 يونيو منهجا يتبعه الإخوان والسلفيون للانتقام ممن أزاحوا مرسى من السلطة حتى ولو كان ذلك عبر إهانة النبى الكريم، وإعادة رسم صورة أخرى للرسول، عليه الصلاة والسلام، يبدو فيها أكثر دموية وميلا لاستخدام العنف والسلاح.
يواجه الإخوان الآن كل دعوات الهدوء والتعقل بنشر روايات مغلوطة هدفها حشد الأنصار، وتتحول مواقع الإخوان وفضائياتهم إلى منابر لنشر الآتى من أفكار ترد على كل من يقول لهم، إن الدين الإسلامى دين رحمة، ولا يحض على العنف.
- إن النبى، صلى الله عليه وسلم، الذى عفا عن أهل مكة فقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء، هو الذى حدد أناساً بعينهم فقال: اقتلوهم ولو تعلقوا بأستار الكعبة.
- وأن النبى الذى احتمل إيذاء أهل الطائف لما ذهب لدعوتهم وقال: لعل الله أن يخرج من أصلابهم من لا يشرك به شيئاً، هو الذى قال لمشركى قريش لما غمزوه واستهزأوا به وهو يطوف بالبيت: لقد جئتكم بالذبح.
- وأن النبى الذى احتمل جهل الأعرابى وأعطاه وزاده لما جذبه بردائه وقال: أعطنى فإنه ليس مالك ولا مال أبيك، هو النبى الذى نصح رجلاً يجالسه فقال: كل بيمينك فرد الرجل: لا أستطيع، ما منعه الكبر، فدعا عليه: لا استطعت.. فما رفعها إلى فيه.
- وأن النبى الذى عفا عن رجل استل سيفه وجاء ليقتله وهو نائم، هو نفسه النبى الذى أمر علياً أن يضرب عنق أبو عزة الجحمى الشاعر بعد أن انطلق يؤلب القبائل عليه.
- وأن النبى الذى أعطى الأمان لأهل الذمة وأسقط عمن لا يستطيع منهم الجزية، هو الذى أقر الأعمى لما قتل اليهودية التى خاضت فى النبى مرات، وكان ينهاها فما انتهت.
انتهى ما يروجه الإخوان وشيوخهم من قصص على المواقع والفضائيات يريدون من خلفها أن يحشدوا أنصارهم تحت شعار «الرسول كان يقتل ويعذب معارضيه والمخالفين معه»، وقبل أن نبدأ نقاشا حول مدى صحة هذه الوقائع من عدمها، دعنى أخبرك أن الكارثة الكبرى تكمن فى عقول أصحاب اللحى الذين اجتزأوا هذه الوقائع من سياقها التاريخى والسياسى والدينى، وقاموا بلى عنق الأحداث والأحكام ليصنعوا مقارنة غير طبيعية تخدم مصالحهم، حتى ولو كان فى هذه المقارنة ظلم لأشرف الخلق أجميعن.
ويحاول أصحاب هذه المقارنة الخبيثة الذين استحلوا الطعن فى سمعة النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، أن يبرروا فعلتهم برفع شعار: «الرحمة فى غير موضعها ضعف ومضرة، وأن الإسلام يقابل الجهل بالعفو، ولكنه لا يقابل الكبر إلا بالسيف». فهل تنتظر يا عزيزى من أناس ارتضوا بيع وتشويه سماحة محمد، صلى الله عليه والسلام، مقابل شراء عودة مرسى أو الانتقام ممن أزاحوه من السلطة، حفاظا على دين أو إعلاء لكلمته، والله ما يريد أمثالهم سوى سلطة تمنحهم قدرة على تمرير طغيانهم من خلال عباءة الدين.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى بالخارج
روعه
الله عليك يا استاذ محمد مقالك روعه كالعاده
عدد الردود 0
بواسطة:
Ayman
تحياتى لك أستاذ محمد
عدد الردود 0
بواسطة:
الحسن محسوب
كانوا كفار