يمكن تفهم وجهات نظر تسعى لمعرفة الحقيقة، أو تتبنى آراء ضد عقوبة الإعدام، لكن المدهش هو انتشار تيار متطرف لايعترف بأى حقوق لضحايا القتل والتفجير، ولايرى بأسا من وجود دواعش، لكنه ينتصب فورا عندما تدور أى محاكمة للقتلة، ويخرج شكوكه المستوردة غالبا، وهناك فرق بين البحث عن العدالة والدعوة لإصلاح الأنظمة القضائية، و تبنى آراء تجاه ما يصدر من أحكام، بل الدفاع عن الإرهاب بكل السبل.
ونقول هذا بمناسبة الجدل حول محاكمات المتهمين بالإرهاب فى قضية عرب شركس وغيرها، طبيعى أن جماعة الإخوان وتابعيها وفضائياتها ومنشوراتها تؤيد القتل والتفجيرات والإرهاب، وما أن يتم القبض على متهمين متلبسين، حتى تبدأ حملات لتبرئة الإرهابيين والتشكيك فى المحاكمات، واللافت أن يتبنى نشطاء الرأى بلا تفكير، وبعضه انحياز محسوب أو مدفوع.
ويلفت نظر المتابعين هذا الزحام على صفحات التواصل الاجتماعى ومطبوعات لمنظمات حقوقية أو إعلامية ومقالات وتحليلات تزعم الحياد، لكنها تنشر تقريرا واحدًا بدأ فى مواقع للإخوان، وهو أن كل المتهمين فى عرب شركس تم القبض عليهم قبل الحوادث المتهمين فيها، ويستند إلى منشورات وزعها الدفاع عن المتهمين، والتقارير التى تعاملت مع المتهمين على أنهم أبرياء وحرصت على نشر صور طفولتهم البريئة، تجاهلت معلومات مهمة عن كون ثلاثة على الأقل من المتهمين انضموا لصفوف داعش وتدربوا مع التنظيمات الإرهابية بالشام، ثم إن تنظيم بيت المقدس عرض فيديوهات يفخر فيها بعملياتهم، والأهم أن التنظيم أصدر بيانا ينعى فيه أعضاءه بالاسم ويعتبرهم شهداء ومجاهدين، يعنى التنظيم يتباهى بأعضائه وينعاهم، بينما يخرج نشطاء ويتحولون جميعا إلى خبراء أدلة جنائية ومحققين، يعيدون نشر تقارير وتحليلات منزوعة التفاصيل غير ما ورد فى تقارير منظمات اعتادت الكذب والانحياز فى تقاريرها المحلية، وبعضها له مصادر تمويل من جهات فى خصومة مع مصر، وحتى المواقع التى تنشر تقارير مترجمة تنتقى ما يمكن تسميته بالتقارير المغسولة وهى لعبة أصبحت توفر دخلا لجهات تعانى من توقف التدفقات المختلفة.
اللافت أن يسير قطيع من النشطاء وراء هذه التقارير بدون وعى، ويعيد نشر تقارير ناقصة أو موجهة، تحمل وجهة نظر واحدة ويتم إخلاؤها من أى معلومات تشكك فى اتجاهها، وتتفق هذه التقارير التى تشكك فى علاقة المتهمين بالقضية، فى تجاهل بيان تنظيم بيت المقدس الذى يرثى فيه من يسميهم «المجاهدين»، والأهم أنها تتجاهل الجريمة الأساسية أو حقوق الضحايا، ولا تقدم تحاليلها المحايدة فى استقصاء الحقيقة وراء الإرهاب، بينما هم خبراء إرهاب وجنايات وحقوقيات من طرف واحد، وبعضهم يتعامل مع الإرهاب على أنه رحلة شواء جبلية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
عدالة العواطف والمزاج سوف تشكك الناس فى نوايا السلطه .. البراءه للفاسد والاعدام للغبى
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
جنون الاسعار وتخبطها هى المرايا التى تعكس بصدق نشاط الحكومه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
م/حسين عمر
كلامك صحيح لكن مايساعدهم هو الصمت الحكومى غير الحمديد
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
العند مهما زاد كمان كمان له نهايه.. ياريت تتعلموا من التاريخ قبل فوات الاوان
بدون