السبب الأول:
التدخل السافر لوزير الخارجية الألمانية «فرانك فالتر شتاينماير» فى شأن مصر الداخلى، بشكل متجاوز لكل الأعراف الدبلوماسية، معلنا رفض بلاده للأحكام الصادرة ضد مرسى ورفاقه الخونة والإرهابيين، رفضا باتا، ومحاولا قلب الحقائق وتشويهها، بأن الأحكام صدرت وفقا للمعايير السياسية وليس القانونية.
وكون أن وزير الخارجية يخرج علينا ببيانه شديد اللهجة، فإنه يعبر عن وجهة نظر رأس السلطة فى بلاده.
السبب الثانى:
ما أدلى به السفير الألمانى بالقاهرة فى لقائه بالصحفيين المصريين صباح الاثنين الماضى، بمقر السفارة، من تصريحات لا تختلف كثيرا عما صرح به وزير خارجية بلاده، بل أظهر تعاطفا واضحا مع جماعة الإخوان، وهو ما أثار سخط الصحفيين، وهو ما يؤكد أن الموقف الرسمى لألمانيا واضح وجلى، تعاطف شديد مع حماعة إرهابية، وهجوم جارف ضد السلطة الحالية.
السبب الثالث:
التصريحات النارية، والمتجاوزة لرئيس البرلمان الفيدرالى الألمانى «نوربرت لامرت» لمجلة «دير شبيجل» يعلن فيها رفضه مقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال الزيارة بزعم وجود انتهاكات لحقوق الإنسان فى مصر بعد قرار الإعدام الصادر السبت الماضى، بحق محمد مرسى.
ولم يكتفِ بذلك، وإنما زعم أن السلطات المصرية لم تحدد موعدا لإجراء الانتخابات البرلمانية منذ فترة طويلة، وأنها تعتقل عناصر المعارضة بدون اتهامات واضحة، بينهم رئيس البرلمان السابق سعد الكتاتنى، وأنها قررت إعدام عدد كبير من الأشخاص، وللعلم فإن رئيس البرلمان ينتمى للحزب الحاكم الذى تنتمى إليه إنجيلا ميركل المستشارة الألمانية.
السبب الرابع:
هذا السبب مهم جدا، لأنه يتعلق بالحراك أمام مقر إقامة السيسى فى برلين وتحركاته، فمن المعروف أن الجالية التركية فى ألمانيا تعدّ أهم جالية مهاجرة، حيث يصل تعدادها إلى حوالى ثلاثة ملايين ونصف المليون تركى، يحمل أغلبهم الجنسية الألمانية.
وأن هذه الجالية متعصبة جدا لأصولها التركية، وأن هناك ما يقرب من مليون من هذه الجالية يتحكم فى توجهاتهم أردوغان وحزبه الإخوانى، وأن لهم الحق فى التصويت فى كل الاستحقاقات الانتخابية فى بلادهم الأصلية تركيا.
كما تجمع ألمانيا وتركيا علاقات وثيقة جداً، وأنقرة لها تأثير ونفوذ كبير فى دوائر صنع القرار الألمانى، وهناك خطة موضوعة لإحراج الرئيس المصرى، فى الشارع، وفى المؤسسات الرسمية التى سيزورها، بجانب ما يجهز له الإعلام ومنظمات المجتمع المدنى من هجوم فاشى ضد السيسى.
السبب الخامس:
جماعة الإخوان تتخذ من ألمانيا قاعدة لإطلاق مخططاتها منها، اعتمادا على الجالية التركية، بجانب باقى الجالية الإسلامية الأخرى، ويجهزون لأكبر مظاهرات من نوعها فى أوروبا صد السيسى، وستكون حديث القاصى والدانى، والتحركات والترتيبات ضخمة، ومذهلة، بمعاونة تركية، وقطرية.
السيد الرئيس، عليك اتخاذ القرار الصعب بإلغاء الزيارة، لأن نتائجها السلبية ستكون أضعاف أضعاف الإيجابيات.
(اللهم بلغت، اللهم فاشهد...!!!)