الدولة الكُردية أولى خطوات تقسيم العراق برازانى: ليس شرطاً أن نعلن عن الدولة اليوم إنما هذه هى تطلعات الكُرد.. والغرب يبدأ بتسليح البيشمركة دون علم بغداد

الخميس، 21 مايو 2015 12:47 م
الدولة الكُردية أولى خطوات تقسيم العراق برازانى: ليس شرطاً أن نعلن عن الدولة اليوم إنما هذه هى تطلعات الكُرد.. والغرب يبدأ بتسليح البيشمركة دون علم بغداد اكراد يحملون علم كاردستان بالعراق
كتب - إنجى مجدى - أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن العدد اليومى...


«ليس شرطاً أن نعلن عن الدولة الكرديّة اليوم، إنما هذه هى تطلعات الكرد وهو حق لهم»، قالها مسعود برزانى، رئيس إقليم كردستان العراق، ومن بعدها بدأ التفكير الجدى فى دولة للكرد، وعدم الاكتفاء بإقليم، وتزامن ذلك مع تطورات جديدة على صعيد الموقف الغربى تجاه إقليم كردستان بالعراق، ففى تحركات تعيد مجدداً سيناريو تقسيم العراق، الذى كان قبل ذلك حبراً على ورق، لكنه يتحول الآن إلى خطوات على أرض الواقع، بدأت بقرار الاتحاد الأوروبى السماح بحضور ممثلين عن حكومة إقليم كردستان، شبه المستقل، فى اللقاءات عالية المستوى بين الاتحاد الأوروبى وبغداد، وهو ما دفع زانا كردا، مستشار إقليم كردستان فى بعثة الاتحاد الأوروبى، للتعليق متحدثا عن الكرد كشعب منفصل عن العراق، وقوله: «إن شعبنا يمكنه التعبير عن أمنياته، وطرح مطالبه الخاصة واعتراضاته وأن يكون له نفوذ».

تقسيم العراق لكيانات ثلاثة


قرار الاتحاد الأوروبى سبقه مشروع قرار أمريكى أقرته لجنة القوات المسلحة فى الكونجرس يتضمن تقسيم العراق إلى ثلاث كيانات، شيعى وسنى وكردى، وينص المشروع على تعامل واشنطن مع الكيانات الثلاثة، المقسمة على أساس دينى وعرقى، بشكل منفصل عن الحكومة المركزية فى بغداد، ومن ثم تقديم المساعدات العسكرية المباشرة لقوات «البيشمركة» الكردية والقوات السنية، وهى الخطوة التى رحب بها الكرد، حتى أن مسعود بارزانى، أبلغ فى لقائه مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما ونائبه جو بايدن، الأسبوع الماضى، شكر الشعب الكردى لهما وللشعب والإدارة الأمريكية على ما قدموه من دعم لإقليم كردستان.

فى مقابل ذلك فإن التحركات الغربية أثارت غضب داخل العراق باعتبارها دليلا قاطعا على أن المؤامرة التى تحاك ضد العراق دخلت مرحلة جديدة ذلك، ولم يغير من هذه الفكرة تأكيد أوباما ونائبه جو بايدن التزام للولايات المتحدة الدائم، وبموجب اتفاق الإطار الاستراتيجى، بعراق موحد وفيدرالى وديمقراطى، على النحو المحدد فى الدستور العراقى.

ورداً على مشروع القرار الأمريكى أصدر مجلس النواب العراقى قراراً برفض المشروع الأمريكى بالتعامل مع بعض مكونات الشعب العراقى بعيدا عن الحكومة الاتحادية، واعتبره تدخلا سافرا فى الشأن العراقى وخرقا للقوانين والأعراف الدولية، ونقضا لالتزام الولايات المتحدة فى اتفاقية الإطار الاستراتيجى بضمان وحدة العراق وسيادته واستقلاله.

حميد دربندى، رئيس دائرة العلاقات العامة بديوان رئاسة إقليم كردستان، قال لـ«اليوم السابع» إنّ مسألة الدعم الغربى لكردستان هى مسألة حساسة وجديّة فى منظور الحكومات، فلولا أهليّة الكرد لهذا الدعم لما كان الأوروبيون والأمريكان دعموا كردستان، موضحاً «نحن نعرف والأوروبيون يعرفون كذلك أنّنا لا ندافع عن كردستان فحسب، بل ندافع عن كل من يتبنى الفكر الحر فى العالم»، لافتاً إلى أن تنظيم «داعش» الذى استطاع إسقاط والسيطرة على ثانى أكبر محافظة فى العراق وهى الموصل خلال ساعات وأزال الحدود بين الدولتين «العراق وسوريا»، انكسرت شوكته على يد البيشمركة، وهو الآن فى طور السقوط.

كردستان يسعى ليكون محور استقرار المنطقة المشتعلة


وربما تكون مسألة التسليح الغربى للبيشمركة من النقاط التى أثار غضب العراقيين، لكن هناك من يرى أن هذا الأمر يعود فى الأساس لتقاعس الحكومة العراقية ذى القيادة الشيعية، عن تسلح البيشمركة والعرب السنة حتى الآن، وهو ما ظهر من تصريحات رئيس الوزراء حيدر العبادى الذى واجه ضغوطاً أمريكية لمد القبائل السنية والبيشمركة بالسلاح والتدريب للمساعدة فى القتال ضد داعش، فكان رد العبادى أنه يريد أن يفعل ذلك لكنه مقيد من قبل المتشددين الشيعة، الذين يرتبط العديد منهم بعلاقات قوية مع إيران.

لا وجود لمشروع الدولة الكردية الكبرى


وعن الجانب الكردى، يقول دربندى أن الاستمرار فى دحر داعش له شروط ومقومات، ربما أولها، مرتبط بمدى جدية علاقاتنا وشكل تواصلنا مع صانع القرار الغربى. والأمر الثانى أن الأوروبيين أيضا يعرفون بأهمية أن تكون علاقاتنا مباشرة، لأن هذا سيسهم فى تقديم تسهيلات للمصالح المشتركة، مؤكدا أن ما يجرى الآن هو أننا جميعا أمام استحقاق تاريخى يتمثل فى ضرورة تغيير قواعد اللعبة وقواعد التواصل، فأعتقد أن الموقف الأوروبى الإيجابى هو استجابة للمرحلة، على حد تعبيره.

دربندى قال لليوم السابع «نحن بالأصل لسنا قوة لمشاريع الحرب، إنما نريد أن نكون قوة لتحقيق مشاريع السلام، وعندما قمنا بالثورات أردنا أن نحقق السلام فى مواجهة الظلم والاضطهاد والقمع بحق شعبنا»، وأضاف «نحن اليوم أمام استحقاق تحقيق الاستقرار بعد هذه السنين من الحرب على شعبنا وأيضا على شعوب المنطقة، فلا بد من البحث والعمل بشكل أكثر جديّة لتحقيق الاستقرار والسلام والتعايش بين مكونات الشعوب فى مناطقنا، وأحد أهم الخطوات إلى ذلك هو إزالة العوامل التى تثير القلاقل أو الحرب، وهو شعور الكرد بالقمع والتهديد الدائم لوجوده»، مشيراً إلى أنه على الجميع الاعتراف بأنه قد حان الوقت لكى يحقق شعب كردستان تقرير مصيره، فلعل السنين الأكثر من العشرين عاماً كانت كافية لتقول للعالم ودول الجوار أيضاً بأننا أردنا وفعلنا واتخذنا الطريق السلس فى التعامل مع الجيران، بمنطق حسن الجوار».

ويبقى الحديث عن تأسيس دولة كردية كبرى تشمل الأكراد المتناثرين بين تركيا وسوريا والعراق وإيران، متوقفا على حق كل منهم على حدة فى تقرير مصيره، فالحديث عن «الدولة الكرديّة» الكبرى، وطرح «فكرة الدولة»، أمران مختلفان، إذ ليس هناك مشروع دولة كردية كبرى، لكن الحديث عن الكرد وحقوقهم فى تأسيس الدولة مطروح، حتى وإن كان تشكيل دولة كبرى هو حلم لكل كردى وحق مشروع ينطلق من حقهم التاريخى فى الأرض.

وأشار صالح مسلم، الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطى السورى، إلى أن فكرة طرح إحياء الدولة الكردية الكبرى هى حلم كل مواطن كردى، لكن الوقت الراهن غير مناسب لطرح الفكرة، مؤكدا سعى حزبه لإقرار اللامركزية فى سوريا، وأشار إلى أن مشاورات تجرى مع العرب والسريان والتركمان والدروز المتواجدين بالأراضى السورية. وتحدث فى تصريحات لـ«اليوم السابع» من جينيف، عبر الهاتف، عن قيام حزبه بتطبيق نموذج للتجمع الكردى شمال شرق سوريا التى يمثل الأكراد غالبيتها، وذلك بالتنسيق مع الأطراف الأخرى بالبلاد، مع تطبيق الحرية والديمقراطية وضمان وجود سوريا موحدة.

وأوضح الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطى الذى يشكل الأكراد نسبة 85% منه، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل مع الأكراد المتواجدين فى الشرق الأوسط، كل على حدة، مشيرا إلى وجود تنسيق بين أكراد سوريا وواشنطن بخصوص الحرب على تنظيم داعش الإرهابى.

كردستان


أسفرت اتفاقية سايكس - بيكو بين بريطانيا وفرنسا عام 1917 عن تقسيم كردستان إلى أربعة أجزاء من شمال العراق وشمال غرب إيران وجنوب شرق تركيا وشمال شرق وغرب سوريا وعلى امتداد خط الحدود الفاصلة بين تركيا وسوريا.

هناك وجود كردى فى مناطق أخرى وبأعداد قليلة فى جنوب غرب أرمينيا وبعض مناطق أذربيجان ولبنان، ويعتبر الأكراد من كبرى القوميات التى لا تملك وطنا أو كيانا سياسيا موحدا معترفا به عالميا.

يبلغ عدد السكان الأكراد، حسب المصادر غير الرسمية، من 30 إلى 40 مليون كردى موزعين كالآتى:
- تركيا «يسميها الكرد شمال كردستان»: بين 15: 20 مليونا ويتوزعون

- إيران «شرق كردستان»: من 8 : 10 مليون نسمة

- شمال العراق أو «جنوبى كردستان»: محافظاته دهوك وأربيل والسليمانية، بالإضافة إلى كركوك، حيث يسميها الكرد قلب كردستان تضم حوالى40٫000 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها من 5 : 6 ملايين نسمة.

- غربى كردستان - سوريا: وهو الجزء الأصغر مساحة من الأجزاء الكردستانية الأخرى، ويبلغ عدد الكرد فى هذا الجزء ما بين 2.5 مليون و3.5 مليون نسمة.


اليوم السابع -5 -2015









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة