نبيل شرف الدين

دربالة.. وأوهام المراجعات

الخميس، 21 مايو 2015 08:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يفاجئنى ضبط عصام دربالة، القيادى بتنظيم «الجماعة الإسلامية» الإرهابى، فقد توقعته وحذرت من «الصفقة المشبوهة» التى أبرمها وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى مع قادة الجماعة، فيما أسموه حينها «مبادرة وقف العنف» التى أعدها قتلة الرئيس الراحل السادات بأبحاث طرحت رؤيتهم لمستقبل الحركات الإسلامية وأسباب تغيير إستراتيجيتهم بالعمل السلمى، بعدما تورطوا بسلسلة عمليات إرهابية بعقد التسعينيات، بدءًا باغتيال رئيس البرلمان الأسبق رفعت المحجوب بأكتوبر1991 وصولاً لمذبحة الأقصر بنوفمبر 1997، وتواصلت الجرائم، ففى 7 أكتوبر 2004 شهد جنوب سيناء سلسلة تفجيرات متعاقبة بدأت بفندق «هيلتون طابا» 10م‏، وبعد 25‏ دقيقة فُجّر «منتجع البادية‏» وبعد‏3‏ دقائق منتجع «أرض القمر‏» لتكون الحصيلة 34‏ قتيلا و‏159‏ مصابًا. وفى 7 إبريل 2005 وقع انفجار بحى «خان الخليلى» استهدف سائحين أجانب، وأسفر عن مصرع 4 وإصابة 18‏ شخصًا، ويوم 30 إبريل شهد ميدان عبدالمنعم رياض انفجارًا أصيب خلاله 7 أشخاص منهم 4 سياح أجانب ومصرع منفذ العملية، ولقيت شقيقته مصرعها بعد ساعات أثناء إلقائها عبوة ناسفة على حافلة سياحية بميدان السيدة عائشة.

وواصل الإرهاب استهداف الاقتصاد والسياحة بجريمة فى «طابا» لقى فيها سائحان وسائق مصرى مصرعهم، وأصيب 15 بتفجير عبوة ناسفة زُرعت بالحافلة التى كانت تُقل 30 سائحًا من شتى الجنسيات. ولم يتوقف الإرهاب منذ أطلق السادات قادة الإخوان السجناء للتصدى لمعارضيه اليساريين والناصريين، وساهمت أجهزته بتشكيل تيار اشتهر حينذاك باسم «الجماعة الدينية» وسعى الإخوان لاحتوائه، ونجحوا فعلاً فى استقطاب كثيرين، لكن كبار مؤسسى الكيان الجديد هاجموا الإخوان واتهموهم بسرقة جهود غيرهم، لهذا جرى بمعسكر صيف 1975 اتفاق لتغيير اسم التنظيم ليصبح «الجماعة الإسلامية» لإعجابهم بتجربة الجماعة الإسلامية بالهند وباكستان، وعام 1977 بعد انضمام قادة متميزين أصبحت لها كلمة مسموعة بالجامعات، واختارت عمر عبدالرحمن مفتيًا وزعيمًا لها، وتعاونت مع تنظيم «الجهاد» لاغتيال السادات. أما قصة اصطدام السادات بالبابا شنودة فاشتعلت خلال تلك المرحلة، ولأنها تحفل بتفاصيل خطيرة، وكنت شاهدًا على بعض فصولها، لهذا تستحق مقالاً مستقلاً، فحينذاك وُضعت «بذرة الطائفية» التى لم نزل نتكبد نتائجها للآن.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة