سعيد الشحات

وصية الشهيد أحمد حجازى

الخميس، 21 مايو 2015 06:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتقل الضابط الشهيد النقيب أحمد حجازى إلى العمل فى سيناء، فكتب وصيته: «يا أهل بيتى الأعزاء، لقنونى كلمة التوحيد، لا إله إلا الله، برفق وهدوء، حتى تكون آخر كلمة ألقى بها ربى، وإن كنت فى معركة لا يغسلنى أحد، بل لفونى فى ثيابى وادفنونى بدمى، واتركونى على حالتى، وادفنونى فى البلد الذى مت فيه بدون تكلف أو مشقة».

استشهد النقيب «حجازى» فى رفح يوم 2 سبتمبر 2014، على أثر عملية إرهابية غادرة، وكتب وصيته قبلها بثلاث سنوات، بما يعنى أنه حسب نفسه شهيدا منذ اللحظة التى انتقل فيها إلى مكان مهمته الجديدة، صحيح أن الاستشهاد هو عقيدة كل ضابط وجندى مصرى دفاعا عن أرضه ووطنه ضد كل معتدٍ، غير أن الشعور بقرب هذه اللحظة هو تعبير عن نور إيمانى عميق، وهداية ربانية تدفع صاحب هذا الشعور إلى عمل تصرفات يعيد الأحياء تفسيرها حين يأتى السر الإلهى.

بطلنا الذى كتب وصيته نذر نفسه للدفاع عن أرضه التى هى أرضى وأرضك، كان يسهر الليل حين ننام، ويمسك ببندقيته وهو يعلم أن رصاصة غادرة ستنهى حياته فى لحظة واحدة، لكنه لم يهب تلك اللحظة لأنه سيقابل ربا كريما يضع الشهداء مع النبيين والصديقين، فأقدم عليها باسما هانئا راضيا.

طلب فى وصيته ألا يزيد الحداد عليه عن ثلاثة أيام، وأن يكثر أهله من زيارة قبره والدعاء والاستغفار له، وتخصيص ثلث تركته لمستشفى سرطان الأطفال «57357»، والتبرع بأى عضو من أعضاء جسده لأى مريض أو محتاج، وتوزيع ملابسه وأدواته على المحتاجين، وتخصيص جزء من ماله لعمل سبيل كصدقة جارية على روحه، كتب وصيته ليعطى للأحياء درسا كيف يعيشون، وكيف يموتون، فالحياة اختيار، والموت أيضا اختيار.

فى شهر مارس الماضى استشهد النقيب محمد جمال الأكشر، ابن قرية مشتهر مركز طوخ محافظة القليوبية، وترك وصية تشبه وصية «حجازى»، وهو الأمر الذى يجعلك تتساءل: ماذا لو لم يكن بيننا مثل هذا الصنف من البشر؟، ماذا لو لم يكن فى عمر مصر وحياتها مثل «أحمد حجازى ومحمد جمال الأكشر والعقيد إبراهيم الرفاعى شهيد حرب أكتوبر 1973 والفريق الشهيد عبدالمنعم رياض، والشهيد أحمد حمدى، وكل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فى تاريخ مصر كى يعيشوا هم حياتهم الأبدية فى جنات تجرى من تحتها الأنهار، ونعيش نحن وبيننا أوغاد مثل داعش وإخوانه؟!».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة