جدل كثير يثار هذه الأيام حول عودة وزارة الإعلام المعطلة، بعد تفاقم المشاكل الإدارية التى يعانى منها اتحاد الإذاعة والتلفزيون، وبعد أن أثبتت التجربة أننا لم نكن نفكر أو نخطط جيدا عندما ألغينا أو عطلنا مسمى وزير الإعلام وأبقينا على جميع آليات الوزارة القديمة ونفس دولاب العمل دون رؤية أو تطوير.
لماذا كان إلغاء مسمى وزير الإعلام إذن، إذا كنا ننوى أن نستبدل به «قائم بأعمال الوزير» بسلطات أقل وصلاحيات أقل، ولكن بنفس الرؤية العقيمة المنشغلة بالخراب الإدارى لماسبيرو حسب نظرية تمشية الحال واسترضاء العاملين خوفا من المظاهرات، ودون تحرك حقيقى لإنقاذ الإعلام المصرى المتخبط فى فوضى الإنفاق الرهيب والمردود الفاشل، بينما القنوات العربية والأجنبية تحتل فضاءنا الإعلامى وتعيد تشكيل العقول والوجدان والروح المصرية على هواها ووفق مقاييسها.
القضية يا جماعة الخير ليست فى الإلغاء الشكلى لوزارة الإعلام أو تعطيل مسمى الوزير لسنوات ثم إعادته شكلا أيضا وكأنك يا أبو زيد ما غزيت، وليست فى إعادة تشكيل قاطرة الإعلام المصرى على رأس ماسبيرو لتكون المجلس الوطنى للإعلام من مجموعة من الخبراء السابقين أو الموظفين البيروقراطيين، لكن المشكلة الحقيقية فى غياب رؤيتنا المقاومة للانحطاط الإعلامى الذى نعانى منه، غياب رؤيتنا للاحتلال الإعلامى الخارجى الذى نرزح تحته ونحن سعداء وعائشون وكأن شيئا لا يحدث.
أفيقوا أيها المسؤولون، نحن محتاجون لشخصية قوية لها رؤيتها وفكرها على رأس الجهاز الإعلامى الوطنى، لتواجه ثلاث معارك كبرى، أولاها صناعة قناة أو باقة قنوات مصرية قادرة على المنافسة والاكتساح وتنجح فى اكتساب الرأى العام المصرى والعربى والعالمى. المعركة الثانية هى مواجهة وتحجيم الإعلام الأجنبى فى مصر، ليس من المعقول أبدا أن تكون مصر الكبرى محتلة من قبل القنوات العربية والأجنبية ونحن فى هذه الغفلة والتجاهل لتأثير هذا الاحتلال على المدى القريب.
المعركة الثالثة، هى معركة موظفى ماسبيرو، نحن فى جاجة لخبراء موارد بشرية لإعادة هيكلة اتحاد الإذاعة والتلفزيون الملىء بالخبرات، وانتخاب مجموعة الكوادر وأصحاب الخبرات النوعية لتحقيق النهضة الإعلامية المقبلة، وتوزيع بقية العاملين على الوزارات والمصالح الحكومية على مستوى الجمهورية. دون ذلك سيظل الإعلام المصرى على تراجعه وفشله، والله أعلم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة