فى يناير من العام الماضى كتبت فى هذا المكان عن واقعة حدثت مع فنان تشكيلى صديق، عرض لوحاته فى مدينة فوتسبورج بمقاطعة بافاريا لمدة شهر ونصف الشهر، قبل مجيئه بيوم، سألته طفلة «12 عاما» ذهبت إليه أسرتها لتوديعه: هل ستقول نعم للدستور أم لا؟ استغرب السؤال ودخل فى حوار معها، اكتشف من خلاله أنها تعتقد أن الدستور الجديد صنعه الجيش بنفسه وبالقوة، لكى يستأثر بالحكم والامتيازات ولم يشرك معه أحدا، هو حاول أن يقنعها أن كل طوائف الشعب كانت موجودة فى صناعته، وأنه جاء بعد ثورة شعبية عظيمة، وأن المصريين يثقون فى جيشهم، وعندما سأل عن مصدر معلوماتها تبين له أنها سمعت
هذا الكلام من خلال نشرة يومية يقدمها التليفزيون الألمانى للأطفال مدتها ساعة، تذكرت هذه الواقعة بعد قرار نوربرت لامرت، رئيس البرلمان الفيدرالى الألمانى، بإلغاء لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى، والمقرر له الشهر المقبل، بحجة وجود انتهاكات لحقوق الإنسان فى مصر، لامرت الذى ينتمى إلى الحزب المسيحى الديمقراطى والذى تنتمى إليه المستشارة ميركل يعبر عن ألمانيا التى تتعامل بشكل سيئ مع مصر منذ عامين، ألمانيا التى تعلم أطفالها كراهية جيش مصر، الرد المصرى على قرار رئيس «بوندستاج» كان مخيبا، والحديث عن حرص الست المستشارة الألمانية على إتمام الزيارة مستفزا، محاسبة النظام المصرى مسؤولية المصريين فقط، ولا يجوز للرئاسة أن تتصرف بمفردها فى موضوع متعلق بالسيادة، واعتذار
السيسى عن السفر إلى ألمانيا ضرورى، وخصوصا فى هذا الجو الملبد بالكراهية، القرار منح قناة الجزيرة وأصحابها فرصة جديدة للغدر والتعبير بعفوية عن قلة الأصل، وجعل مطاريد الإخوان فى قطر وتركيا يعتقدون أنهم انتصروا، ألمانيا تلعب دورا سلبيا ضد مصر، حتى لو جاءت سيمنس إلى شرم الشيخ، نعرف أننا فى أيام صعبة، وأنه توجد تجاوزات، ولكن اعتذار رئيس برلمان دولة بحجم ألمانيا عن لقاء رئيس مصر أمر لا يخص الرئيس، وعليه أن يحسبها، المصلحة ليست فى السفر، الاعتذار مطلوب.. سيادة الرئيس اعتذر.. أرجوك.