دول الخليج الكبرى عندما وقفت مع مصر ضد المؤامرة الدولية التى تستهدفها بوصول الإخوان إلى الحكم، كانت تعلم جيدا أن دورها قادم قريبا، وأن محاولات نشر الفوضى والحروب الأهلية والطائفية على أراضيها مخطط ومعلن، وأن نية الاستعمار الجديد لتقسيم منطقة الخليج إلى دويلات متشاحنة مستنزفة وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه فى مطلع القرن العشرين، أمر مخطط، وسيتم وضعه حيز التنفيذ.
البداية كما رأينا فى العملية الانتحارية التى استهدفت مسجدا للشيعة فى منطقة القطيف بشرق المملكة، حيث الأغلبية الشيعية هناك، وهى عملية لن تكون الأخيرة بل ستتبعها مجموعة عمليات على نفس الشاكلة، ينفذها شباب تعرضوا لغسيل الأدمغة، وذلك لتأليب طائفة الشيعة بالمملكة ضد النظام، ودفعها إلى حمل السلاح وتكوين ميليشيات للدفاع عن النفس.
فجأة سنجد ملايين من قطع السلاح الخفيف والمتوسط دخلت دول الخليج، وانتشرت بين المواطنين الشيعة، وتم الإعلان عن ميليشيات أهلية لحراسة المساجد والممتلكات، ثم تندلع شرارة صغيرة أو اعتداء من خلية نائمة تعلن انتماءها للفزاعة الأمريكية «داعش» لتشتعل بعدها الأوضاع فى المملكة وتكر السبحة كما هو مخطط، فى مختلف دول الخليج التى تضم مجموعات شيعية وفى مقدمتها البحرين.
بالطبع لن تقف إيران ولا أتباعها من المجموعات والميليشيات فى الدول العربية، بل ستطالب دول الخليج بتحمل مسؤوليتها فى الدفاع وحماية المواطنين الشيعة، أو التدخل لمساعدة إخوانهم فى المذهب، وهكذا يتضح أكثر مخطط زرع الدخلاء والأجانب على أراضى الخليج بزعم الدفاع عن أمن وسلامة الشيعة، بينما هدفهم إشعال الحرب المذهبية الطائفية البغيضة.
وتستغل الأطراف الدولية الجبهة اليمنية المفتوحة لاستنزاف المملكة من الجنوب، ثم إشعال الحرائق الطائفية فى الشرق والشمال، ولا نستبعد خلال الأيام المقبلة تسخين الأوضاع بعمليات لمجموعات موالية لإيران ضد المملكة من الأراضى العراقية.
الاتحاد والتكامل بين دول الخليج ومصر خلال الفترة المقبلة حتمى لتجاوز المخطط الاستعمارى المرسوم، والبداية بالإسراع بتشكيل القوة العربية المشتركة لصد الهجمات المقبلة الساعية لتفتيت المجتمعات الخليجية، وتقويض اقتصاداتها المزدهرة والالتفاف حول مصر مجددا، وإعادة تفعيل مشروع تقويض القوى المستقرة فى المنطقة تحت إشراف الوكلاء الاستعماريين إيران وإسرائيل وتركيا.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى النجار
اوهمونا بالديمقراطية وضربونا بالارهاب
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
الحوار افضل