سعيد الشحات

تفجيرات السعودية وسوريا

الأحد، 24 مايو 2015 07:42 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بينما توالت الأنباء عن أن تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» أصبح يسيطر على نصف مساحة سوريا، ويدمر مدينة «تدمر» الأثرية بعد سيطرته عليها، كانت السعودية تشهد تفجير انتحارى لنفسه بحزام ناسف فى مسجد للشيعة فى القطيف شرقى المملكة أثناء صلاة الجمعة أمس الأول، مما أسفر عن مقتل 22 وإصابة نحو مائة، وبعد ساعات من وقوع هذا التفجير الغاشم أعلن «داعش» مسؤوليته.

نحن أمام فعل ممتد من السعودية إلى سوريا وبطله «داعش» بإرهابه الأسود، لكن المثير فيه لغز الخريطة التى تجمع الثلاثة: السعودية، سوريا، داعش، ففيما تقف السعودية بكل ثقلها وأموالها وراء هدف إسقاط بشار الأسد ونظامه، وهو نفس الهدف الذى يسعى إليه تنظيم «داعش»، يقوم «التنظيم» بعمليته التفجيرية داخل السعودية، ويختار هدفا «شيعيا»، والبديهى أنه إذا كان يريد تأديب إيران عبر ضرب التواجد الشيعى فى المنطقة لمساندتها القوية لـ«بشار» ودورها فى محاربته داخل العراق، فكان من المنطقى أن يذهب إلى إيران نفسها، وليس السعودية التى تخوض حربا على أكثر من صعيد ضد النفوذ الإيرانى فى المنطقة.

فى اعتقادى أن هناك لغزا كبيرا فى دفع «داعش» إلى الإقدام على هذا التفجير الانتحارى داخل السعودية، وتوجيه هذا الفعل الأسود نحو الشيعة تحديدا، وربما تكون هناك أطراف خارجية تشجع على ذلك، بقصد نقل ما يسمى بـ«التعبئة الشيعية العامة» ضد السعودية إلى خانة أكثر غضبا وفعلا، وهى التعبئة التى زادت بعد بدء «عاصفة الحزم» فى اليمن، وعبرت عن نفسها فى المنابر الإعلامية القريبة من إيران بالحديث صراحة عن «العدو السعودى».

أتصور أن الأطراف الخارجية المستفيدة من وجود داعش تدفع إلى إحداث التحام العنصر الشيعى الداخلى مع الخارجى فى هذه التعبئة، وذلك لجعل» المملكة» رهينة عدم الاستقرار، وجعل المنطقة كلها على فوهة بركان الحروب الطائفية التى تخطط لها إسرائيل وأمريكا، ويرى الاثنان أن الوقت الحالى هو الفرصة الذهبية فى تنفيذها كمقدمة لتقسيم جديد لدول المنطقة.

وأمام هذا الخطر فإنه لا بديل عن تعديل السياسة السعودية نحو سوريا، فهذا يسهم فى إفساد مخطط تفتيت المنطقة، وينزع الغطاء الذى يتوفر لـ«داعش» فى سوريا، فالأطراف الإقليمية التى تصمم على إسقاط «بشار الأسد» ونظامه فى الوقت الحالى تعطى لـ«داعش» مشروعية البقاء، وتوفر المناخ لفرصة تفجيرات إرهابية جديدة، كتلك التى حدثت يوم الجمعة فى «القطيف» ونحتاج إلى قراءتها بعمق.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة