ما يفعله الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، ضد معارضيه فى تركيا لا تراه عيون الإخوان ولا ترصده مواقعها الإلكترونية ولا محطاتها الفضائية – ومنها ما يبث من أنقرة- فأردوغان هو أهم حليف لهم بعد تساقط الحلفاء من حولهم، وهو أول من أوحى لهم بالشارة البائسة، بالتالى لا يقدرون على انتقاده وإبداء المعارضة له، وإلا فسوف يطردهم من الأراضى التركية شر طردة ليسبحوا فى الأرض هائمين على وجوههم بغير هدى.
انتهاكات النظام التركى برئاسة، رجب طيب أردوغان، ضد المعارضين فى تركيا لا تتوقف وحملة القمع المستمرة وصفتها صحيفة نيويورك تايمز فى افتتاحيتها بالتلاعب الغاشم فى العملية السياسية فى تركيا مع اقتراب الانتخابات البرلمانية، فى 7 يونيو المقبل، وفقدان أردوغان أعصابه وذعره من عدم فوز حزبه بالأكثرية المطلوبة لإجراء التغييرات المطلوبة فى الدستور للتحول من النظام البرلمانى إلى الرئاسى، حتى لو كان على حساب الديمقراطية التركية المزعومة، ورغم هذه الانتهاكات المستمرة من أردوغان لا نرى أو نسمع من الإخوان والمحسوبين عليهم والمتعاطفين معهم كلمة انتقاد واحدة لكبيرهم فى أنقرة، من منطلق المصلحة والمواءمة السياسية و«التقية الإخوانية».
شعبية أردوغان وحزبه تتراجع رغم استمرار تطاوله على مصر والتدخل فى شؤونها الداخلية، وظنه بأن ذلك سيزيد من شعبيته داخل تركيا، فهو ينتقد القضاء المصرى فى الوقت الذى يمارس فيه أقصى درجات القمع والتضييق على القضاء التركى، وينزف الدمع على الإخوان فى الشوارع المصرية، ويقمع معارضيه فى ميدان تقسيم بالغاز والرصاص الحى.
أردوغان لديه تاريخ طويل من ترهيب وقمع وسائل الإعلام، واتحاد الصحفيين الأتراك أعلن أن حكومة أردوغان تساوى الصحافة بالإرهاب، ودعا المدعى العام التركى إلى فرض حظر على العديد من وسائل الإعلام المعارضة المرتبطة برجل الدين فتح الله جولين.
أردوغان يتوحش ضد المعارضة، ووسائل إعلامه تصف المعارضة بـ«العدو» لكنه على ما يبدو يسير نحو التدمير والهاوية، فالمظاهرات ضده تتفاقم وتزيد حدتها، وآخر هذه المظاهرات رفعت شعارا ضد أردوغان، وحمل المتظاهرون لافتات مكتوبا عليها: «الذين يبكون ويصرخون على الرئيس المصرى المعزول مرسى لا يبكون ولا يصرخون على أبنائهم الأتراك والأكراد».
هل لم تصل هذه الهتافات إلى الإخوان وأنصارهم وكتبتهم فى بعض الصحف المصرية، أم أنهم بكم عمى وفى آذانهم وقرا؟