سيعقد معارضون سوريون اجتماعا فى القاهرة يومى 8 و9 يونيو المقبلين، هكذا أعلن السفير بدر عبدالعاطى، المتحدث باسم وزارة الخارجية، ومن المتوقع أن يحضر نحو مائتى شخصية من المعارضين السوريين، وحسب قول المعارض هيثم المناع، أحد المنظمين للمؤتمر، فإن هذا التجمع مختلف كليا عن الائتلاف السورى المدعوم من السعودية وقطر وتركيا ودول غربية.
يأتى هذا الكلام فى توقيت تتزايد فيه الأوضاع فى سوريا تعقيدا، ففيما يروج تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وأطراف أخرى معلومات عن سيطرة التنظيم على نصف مساحة سوريا، وأن النصف الآخر موزع بين الجيش العربى السورى، وجماعات تكفيرية أخرى أهمها «جماعة النصرة»، يتحدث عسكريون وسياسيون سوريون بأن هذا الكلام مغلوط، لأن المساحة الموجودة تحت سيطرة داعش هى صحراء خالية من السكان وبالتالى فإنها خالية من التواجد العسكرى للجيش، أما المناطق الآهلة بالسكان ويسيطر عليها التنظيم فهى %10 فقط من إجمالى المساحة الآهلة بالسكان.
مساحات السيطرة سواء كانت «%50» أو «%10» تقودنا إلى صلب اجتماع «القاهرة» المزمع عقده، أو أى اجتماعات أخرى لفصائل معارضة ستجتمع فى أى عاصمة أخرى، فحسب ما هو مطروح على الأرض فى عموم الأزمة، نحن أمام أطراف تعارض بالخطاب السياسى، وأطراف أخرى تستخدم السلاح إرهابا وتخريبا، وتتمكن هذه الأطراف من السيطرة على مساحات أرض تمارس فيها ما تريده، وأمام هذه الحقيقة الواضحة يبدو الحديث عن المعارضة السياسية مضيعة للوقت، وذلك من باب أنها ستكون بلا أوراق قوة تستطيع من خلالها فرض رؤيتها السياسية.
نحن أمام وضع يفرض فيه السلاح كلمته، ولهذا فمن الأجدى والمصلحة أن تحتشد الجهود لمواجهة داعش وكل التنظيمات الإرهابية الأخرى، ولو تطلب ذلك أن يكون هناك تحالف مع نظام بشار الأسد فليكن، لأن التخلص من الإرهاب والإرهابيين هو الفرض الأول الذى يجب الصلاة وتأدية كل الفروض من أجله.
اللافت أيضًا فى «اجتماع القاهرة» أن الحديث يدور صراحة عن أن المشاركين فيه مختلفون عن الائتلاف السورى المدعوم من السعودية وقطر وتركيا ودول غربية، فهل معنى ذلك أن مصر تحاول أن تحفر مسارا مختلفا فى الأزمة، وأن القوى التى تساندها السعودية وقطر أصبحت محروقة بدرجة لم يعد لها أى رصيد تقف عليه؟