لست أزهرياً ولا أرى فى نفسى الشخص شديد التدين والالتزام، وإنما أستطيع أن أجزم بأننى أخاف الله وأحاول قدر استطاعتى ألا أزيد من الطينة بلة، بمعنى أننى أخطئ كثيراً وأستغفر أكثر وأتفادى بكل قوتى المزيد من الأخطاء، أتصور أن الأغلبية فى مجتمعنا ينتمون إلى نفس النوعية السالف ذكرها، وقليلون الذين هم فى مرتبة أعلى وأعلى إيمانا والتزاما بينما أقل من القليلين هم من نستطيع وصفهم بالفاجرين الذين لا صلة لهم من قريب أو بعيد بالدين، واللهم احفظنا وتُب عليهم وارشدهم الطريق القويم.
منذ دخولى إلى الحقل الفنى والعمل الثقافى، وجدت أن هناك من يربط دائماً بين صفة الفنان المثقف والميل إلى الكُفر تحت مسمى الثقافة تارة والعلمانية تارة والوجودية تارة، وإلخ من تلك المسميات التى اتسقت بالمفكرين والمثقفين والفنانين، وهذا لا يعنى لا سمح الله أن كل من يعمل بهذا الحقل يفكر بهذا الأسلوب، فالأغلبية لا علاقة لها بهذا الفكر أو بهذه النظريات الخائبة الشاذة، ومؤخراً خاصة بعد انهيار أركان الدولة بعد 25 يناير 2011 طفحت على سطح المجتمع موجة من موجات الكُفر والشرك بالله سبحانه وتعالى، تحت مظلة الحريات والديمقراطية والمهلبية إلخ، وأذكر من هؤلاء، على سبيل المثال وليس الحصر، السيدة علياء المهدى التى خلعت ملابسها وقبلت بنشر جسدها عارياً فى كل الوسائل المرئية، وأذكر تصاعد الحملات الغربية فى النيل من سمعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، التى وجدت من يدعمها بالداخل وبمنتهى البجاحة والانحطاط تحت المظلة إياها.. وانتشر فى المجتمع المصرى مصطلح إنجليزى (atheist كافر لا يصدق فى وجود الخالق ) ووصل الأمر بقلة خاسئة أن تعترف بذلك دون حياء على مختلف شبكات التواصل الاجتماعى!! أيضاً تحت المظلة إياها، أخيراً وليس آخراً خرج علينا من حلم بأنه تحدث إلى الله وانتقد أنبيائه، ومن حلل الجنس قبل الزواج مستنداً إلى أن اختراع الواقى الذكرى ينفى شبهة الزنا وينسفها، ومن يسُب الأئمة الأربعة ويتهمهم بأنهم قتلة ومجرمون!! ومن يدعو لحرق كتب السُنة والفقه!! وغير ذلك من الفتاوى التى لا أريد ذكرها- لتقززى منها ومن مروجيها - والغريب أن هؤلاء وجدوا من يؤيدهم، أيها السادة، فى رأيى المتواضع أن ناقوس الخطر يدق، وأن مجتمعنا أصبح على حافة الهوية بسبب شبح المؤامرة الماسونية والصهيونية والأمريكية التى أحيكت ضد الوطن، ليتجرأ شعبه على رموزه وحكامه وشرطته وجيشه وقضائه وكل مؤسساته تحت المظلة اللعينة إياها، ليصل الأمر للتجرؤ على الأديان واللحاق العظيم، وسلم لى على العولمة.