جميعنا يعرف محمود بدر، وجميعنا لا يعرف عمرو بدر، وهو ما أصاب الأخير بحسرة اللاشهرة، لأن عمرو هو عم محمود بدر فتى حركة تمرد الأول، وواحد ممن كان لهم دور كبير فى الإطاحة بحكم الإخوان، وكانت حركته أحد الدعائم التى سهلت للجيش المصرى الإطاحة بحكم مرسى والإخوان.
علاقة عمرو ومحمود بدر تذكرنى بالفيلم الشهير الذى حمل عنوان «الغيرة القاتلة»، الذى لعب بطولته الفنانان العملاقان نور الشريف ويحيى الفخرانى، وجميعنا شاهد الفيلم وحفظ مشاهده، وهى نفس مشاهد الغيرة والحقد الدفين فى قلب العم، والذى تسبب نجاح ابن أخيه محمود بدر فى حركته تمرد فى أن يقوم العم الآن بتأسيس حركة خيبانة اسمها «البداية»، هذه الحركة مختلفة اختلافا كاملا عن حركة تمرد، فالأولى اجتمعت الأغلبية العظمى على تأييدها، لأنها كانت حركة وطنية خاصة تهدف إلى حماية الأمن القومى من مؤامرات الإخوان، وساعدت جيش مصر كثيرا فى التخلص من حكم المرشد، وكان هذا هدف قومى، ولم تزايد الحركة، فبعد نجاحها تم تفكيكها وتحولت إلى حزب سياسى يمارس دوره الوطنى من خلال المؤسسات.
أما حركة «بداية» التى أسسها عمرو بدر، فقد ولدت كتقليد أعمى لحركة تمرد، ولكنها قدمت أسوأ ما فى العمل السياسى، فقد انحازت انحيازا كاملا إلى جماعة الإخوان التى تخلص منها شعب مصر، بل وزاد تطرفها عندما وصفت القتلة والإرهابيين من أنصار بيت المقدس الذراع اليمنى للإخوان بأنهم شهداء، وظهر ذلك واضحا من بيان الحركة المشبوهة بعد إعدام مجرمى عرب شركس المنتمين لأنصار بيت المقدس، وهى إحدى خطايا حركة العم بدر الجديدة.
المفاجأة أن عمرو بدر، عم محمود، يعتقد أنه من الممكن أن يتفوق على ابن أخيه، ويحصل على تأييد شعبى لحركته المشبوهة والممولة من تنظيمات دولية إخوانية وماسونية، هدفها الرئيسى إسقاط البلاد مرة أخرى فى فوضى عارمة تشبه الفوضى فى ليبيا واليمن والعراق وسوريا، من خلال تفكيك الجيش المصرى وتدعيم التنظيمات الإرهابية من الإخوان حتى داعش، وهو الهدف الذى يريده العم عمرو بدر، ولكن المفاجأة أن حركة «بداية المشبوهة» لم ولن تحقق أى شعبية، والدليل أنها لا تستطيع أن تنزل للشارع كما فعلت «تمرد»، والتى نزلت الشارع فى ظل وجود الإخوان فى السلطة، ولم يخش محمود بدر وحركته تهديدات طارق الزمر وعاصم عبد الماجد ومليشيات خيرت الشاطر، وللحديث بقية غدا.. إن شاء الله.