غريب أمركم يا أهل التوك شو، كيف تحولت البرامج إلى منافسة بين الزار، والعفريت الراكب، والماشى، والمتحولين من جنس لآخر. وتتناسى الفضائية أنها تعرض ما تراه، لكن الأمر تجاوز العرض إلى تبنى وجهة نظر العفريت، أو الجن الأزرق، والكاروهات.
ومن تابعوا قضية المذيعة والشيميل أصابتهم دهشة خفيفة مع رعشة وانذهال تراتبى معوج، لماذا، لأنهم طوال شهر كامل يتابعون حلقات مقطعة حتت على يوتيوب، تقوم فيها المذيعة بدور المحقق كوندانو، وتجلس أمامها فتاتان تكشف السيدة بما لها من مواهب مدفوسة وأعماق عميقة أنهما رجلان متحولان شيميل. ثم تعيد وتزيد وتقوم وتقعد وتتحول إلى كائن ضد المحولات، وتهاجم البنتين وتصرخ منادية على الأخلاق والتراجع البرنيطى للبنى آدم المحول. وقد يبدو أن السيدة تعلن براءتها من التحول.
لكن الموضوع أخذ أكثر من حقه، ولم ينغلق بل ظل صاحيا، بلا سبب وجيه، وكلما تصور المتفرج أن الموضوع سيغلق، إذا بالسيدة تفتحه، بعد أن أعلنت نفسها خصما للمتحولين والمستذئبين.
ولا تكتفى السيدة بحلقة ولا اثنين لكن كثيرا لا يعرف المشاهد هل هو دعاية للمتحولين، أم أنه حلقة ضدهم، أم أنه محاولة لكشف ما وراء الوراء. وتخرج مستندات وأوراق لتكشف أن مايسة أصلها فوزى، وميرفت كانت رشدى، وأوراق ومستندات تثبت التحول الكبير، وأنه شىء من أجل الجنس. وبعد كل هذا التعب لا يعرف المشاهد المسكين، ما ذنبه فى كل هذا العذاب، وما هى القيمة التى ترتفع من أجل أن يظل يتفرج على خلطة بوليسية جنسية متحولة، وما هو الهدف؟
الأمر اللافت هنا أن السيدات اللاتى تواجههن السيدة لا يهربن مثلا من أمامها، وهى تحاول الإيقاع بهما، كما أن أيا من المتحولين لم يهرب ولا تم القبض عليه بأى تهمة، وكان يمكن أن يتركوها ويخلعون، لكنهم بقوا وكانوا باردين فى الرد والأخذ. والنتيجة أنه لا نتيجة. ولا أحد يعرف رأس الموضوع من قفاه، لكنه محاولة أخرى لاقتحام الغريب من الموضوعات. بعد أن تحولت سيدات الفضائيات إلى محققات لإثبات ما يمكن إثباته، مثل محاولة البرهنة على أن العفريت يمكن أن يدخل فى الحقنة، ويركب البنى آدم ويلعب كلوبامية. وكل هذا وأكثر فى أكثر عروض التوك توك غموضا ورهبة وكعبلة.
وإذا كان المتحدث أهبل فالمستمع والمتفرج يفترض أن يكون عاقلا، لكن البعض يأبى إلا الاستمرار فى التفرج على عفاريت ومتحولين وشهتفات، وننتقل بين الأشواط إلى الزار والسحر الأسود والكاروهات. ويبقى لنا من كل هذه المقاطع خلطة عفاريت على متحولين ومافيش فرق طبعا، المهم اللى مايشترى يتفرج.