تتدحرج كل يوم قصة «إسلام عطيتو» طالب الفرقة الرابعة بكلية الهندسة جامعة عين شمس قسم الكهرباء، والذى تم قتله الأسبوع الماضى بعد تأديته للامتحانات بالكلية. قالت وزارة الداخلية، إن الطالب تم قتله فى تبادل لإطلاق النار فى مكان اختبائه فى صحراء التجمع الخامس، وقت محاولة القبض عليه لاتهامه باشتراكه فى عملية قتل العقيد وائل طاحون، وذلك فى مسلسل الإرهاب الأسود الذى يذهب ضحيته جنود وضباط من الشرطة وقواتنا المسلحة وهم يؤدون واجبهم الوطنى، فيما تنفى أسرة الطالب ذلك، ويقول شقيقه الطبيب أحمد، إن «إسلام» لم يكن يوما متهما أو مطلوبا فى أى قضايا، سواء كانت سياسية أو جنائية، وكان يقيم مع أسرته حتى يوم الثلاثاء السابق للواقعة وليس فى التجمع الخامس.
المسألة على هذا النحو تحتاج إلى قول فصل عبر تحقيق جاد وشفاف، وذلك من أجل وضع النقاط على الحروف فى هذه القضية، لأجل المصلحة الوطنية العامة، ولا أبالغ فى قول تعبير «المصلحة الوطنية العامة»، فذكر الحقيقة التى تبرئ طرفا، وتدين طرفا آخر، يعنى سد المنافذ التى يتسلل المتربصون منها، فتزادا مساحات عدم الثقة فى الأجهزة المعنية بحفظ الأمن وتحقيق العدل، ولو تحقق ذلك سيكون هو الجائزة الكبرى لكل من يستهدف خلخلة هذا البلد، وإدخاله فى نفق مظلم.
منذ أن تفجرت القضية، وهناك تطورات تحدث حولها، ومع انتظار الجميع لمعرفة الحقيقة، يجب علينا الانتباه بعين الاعتبار والأهمية إلى دوائر عبرت عن موقفها الغاضب نحو الموضوع، وفى مقدمتها اتحاد طلاب الكلية، ثم موقف حركة 9 مارس التى تضم أساتذة من الجامعة، ولست فى مجال تقييم البيانات الصادرة عنهما، وما إذا كانا على صواب أم لا فى تحميلهما أجهزة الأمن المسؤولية عما حدث فى مقتل الطالب، وإنما يجب النظر إلى ما هو أبعد وأعمق، حيث تعبر الجهتان عن غضب يغلى من واقعة تتجاذب فيها الأطراف الروايات التى تصل إلى حد التناقض، دون قول فصل وحاسم وآمن.
ليس انتصارا للظرف السياسى الحالى أن يتعلق به ما ذكرته حركة «9 مارس»: «إن هذا الحادث لا يعدو أن يكون واحداً من سلسلة حوادث مؤسفة شهدتها الجامعات المصرية منذ عام 2013، استخدمت فيها الشرطة العنف الشديد ضد الطلاب»، ولا أن يفقد الطلاب ثقتهم فى كل شىء.