شاهدت فيديوهات بثتها فضائية الميادين اللبنانية، مساء الثلاثاء الماضى، قيل إنها لأسرى من تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، وإن حزب الله العراقى هو الذى قام بأسرهم.
الخبر فى حد ذاته يبعث إلى التفاؤل فور أن تسمعه، لكنى وبالتدقيق فى الفيديوهات أكثر من مرة لم أستطع ابتلاع الأمر، وأثار لدى شكوكاً كبيرة فى مسألة أهداف الحرب على «داعش» وما يقال عن تحرير مناطق عراقية منها.
تظهر الفيديوهات الأسرى فى طابور طويل يشق طريقه وسط صحراء، والعدد ليس بسيطا، وقيل إن «حزب الله العراقى» قبض عليهم مع بدء عملية تحرير «الرمادى» عاصمة محافظة «الأنبار»، بعد أن سيطر عليها «داعش» قبل أيام فى مواجهة فر منها الجيش العراقى، وقيل إن هذا الفرار كان متعمدًا وفيه تواطؤ.
«الأسرى» عبارة عن خليط من صبية على شباب يرتدون جلاليب، وترينجات، وبعضهم يمسك جلبابه بطريقة بلهاء، وآخرون يرتدون قمصانا على بناطيل متسخة، وبعضهم جسده هزيل، وآخرون يبدون كأطفال، ومنظر الجميع يؤكد أننا أمام بشر لا حول لهم ولا قوة، والأقرب إلى الاعتقاد أنه تم اقتيادهم من أماكن معيشة، أو جمعهم من الشوارع.
حصيلة المشاهدة تقودك إلى يقين بأنه لو كان هؤلاء هم القوام الحقيقى لـ«داعش»، ويحققون كل هذه الانتصارات على جيوش نظامية فى العراق وسوريا، فلنقل على منطقتنا ومستقبلنا السلام، وبالتالى أنا شخصيا أحتاج إلى أن أنزع عقلى حتى أصدق أن هؤلاء أسرى، وتأسيسًا على ما أذكره لابد من النظر بعين الاعتبار والأهمية إلى كل ما يقال بأن الحرب ضد «داعش» يتم استثمارها فى العراق لصالح أغراض طائفية، حيث يتم تنظيف المحافظات السنية من سكانها السنة، ويقوم حزب الله العراقى بهذه المهمة تحت سمع وبصر المسؤولين العراقيين المتواطئين، وبرعاية أمريكية تمهيداً لمجهول يتم إعداده للعراق خاصة والمنطقة عامة.
هناك بديهيات تحضر فى هذا ومنها، أن حزب الله العراقى الذى بدأ نشاطه المسلح عام 2003، وتشكل من اندماج عدد من الكتائب الشيعية المقاتلة، يتخذ من السيد على خامنئى، مرشد الثورة الإيرانية، مرجعا دينيا، وإذا كانت هذه المعلومات ليست جديدة، فإنه من البديهى ونحن نعيد التذكير بها أن نفهم الجهات التى يكون ولاء الحزب وانتماؤه لها، ولنتخيل ما يمكن أن تقوم به ميليشيات شيعية فى مناطق سنية، رغم مواجهتها لـ«داعش»، ولأجل كل هذا فلنُعد تفسير مشهد من يقال إنهم «أسرى».