أثار تعيين المستشار الزند وزيرا للعدل، موجات من الارتياح والغضب على مواقع التواصل الاجتماعى، أما الذين أبدوا ارتياحهم فمبرراتهم أن الرجل له مواقف حاسمة تجاه الإخوان، وأنه تعرض كثيرا للتهديد الذى وصل إلى محاولة اغتياله، ويأمل مَن يؤيد الزند فى أن يعمل على تطبيق أحكام الإعدام بحق مجرمى الإخوان، فى حين يرى المعارضون أن الوزير الزند ممثل «الفلول» وضد ثورة 25 يناير، وأنه صديق للسلفيين، ومع تطبيق الحدود ويستشهدون بكلماته فى نادى القضاة، حينما استضاف الشيخ حسان، وأنه متهم فى قضايا فساد.. إلخ.
لابد أن نتوقف بموضوعية أمام ذلك التعيين فى تلك المرحلة، الرجل رئيس نادى القضاة بالانتخاب، أى أنه يحوز على تأييد أغلبية القضاة فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ السلطة القضائية، وهى السلطة الوحيدة المتبقية من النظام السياسى، والقضاة يدفعون يوما بعد يوم من دمائهم فى مواجهة الإخوان، والموقف النقابى للزند يعطى اطمئنانا للقضاة بأن وزيرهم خير مدافع عنهم، كذلك مواقف الزند الحاسمة من الإخوان تعنى أن الحكم فى مصر لا ينوى المصالحة مع الإخوان، وأن وجود هذا الرجل فى ذلك المنصب يلغى أى توجس للحوار مع الإخوان، إلا أن موقف الزند من ثورة 25 يناير يشير إلى إمكانية المصالحة بين أنصار مبارك، خاصة أن هناك %80 من المرشحين فى الانتخابات النيابية القادمة من أعضاء الحزب الوطنى «المنحل» مما يؤهل حصول «الفلول» متعددى الأحزاب على الأغلبية البرلمانية، مع الدستور الجديد الذى يقلل من سلطات الرئيس سيكون أنصار مبارك هم السلطة التشريعية، وبالتالى يشكلون الأغلبية فى التشكيل الوزارى، ومن ثم «سرقوا البرلمان ياسيسى لكن مفتاحه معانا»، لذلك يرى البعض أن المصالحة مع «الفلول» خير من المصالحة مع الإخوان الإرهابيين؟!
هكذا فإن تعيين الزند وزيرا للعدل ليس مجرد تعيين لوزير فى وزارة سينتهى عمرها الافتراضى بعد الانتخابات البرلمانية، بل هو مؤشر يحمل دلالات كثيرة ومثيرة، لكن فات الجميع ظاهرة تستحق الدراسة، وتكمن فى السؤال هل هذا التعيين سوف يحرق الزند؟ إذا عدنا للخلف فسنجد أن أكثر من شخصية وطنية تم حرقها عبر أدوار لعبوها وظن الجميع أنهم تربعوا على «حجر» الحكم مثل عمرو موسى بعد لجنة الخمسين وإقرار الدستور والحديث عن أنه سوف يكون رئيس البرلمان القادم، السياسى المخضرم د. كمال الجنزورى والذى كان يعد قائمة انتخابات نسبها البعض للسلطة، وكيف اضطر هذا الرجل المحترم إلى الابتعاد عن الاضواء، وأخيرا وليس آخرَ. اللواء سامح سيف اليزل الذى أكمل مسيرة د.كمال الجنزورى، وكيف أبعده المرض عن المشهد، فهل يتم حرق ورقة الزند؟!