أكرم القصاص

عن الحر الحقيقى.. والحر الافتراضى «الناس تويتات»!

الجمعة، 29 مايو 2015 06:54 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«الدنيا حر موت.. ماشفناش دا قبل كده.. الدنيا ولعة»، هذا وغيره كثير، تردد على صفحات التواصل فيس بوك وتويتر أمس الأول، مصحوبا بحالة من الضجيج الافتراضى المعهود، وطبعا الأرصاد والتقارير وتحذيرات الصحة مهدت لهذه الحالة السيبرية الافتراضية.

والمفارقة من دون ادعاء أن أغلب، إن لم يكن كل، من كتبوا هذا، كانوا فى مكان ظليل أو مكيف الهواء، طبعا كان الشارع فارغا، إلا من ملايين فرضت عليهم طبيعة عملهم أن ينزلوا ويشتغلوا، وليس من يعمل فى تكييف أو مروحة مثل سيدة مضطرة تفرش بفجل وجرجير لتعود بجنيهات، رجل وحماره ينقل حمولة، سواقين ومعلمين وموظفين.

طبعا وإحنا قاعدين فى تكييف أو ضل، بنتوّت وننفخ م الحر، واحدة فارشة بفجل عشان ملاليم، واحد سارح بحماره بيبيع بطيخ، عسكرى مرور واقف فى الصهد، أو جندى أمن واقف على بنك، ولا عساكر بتحرس الحدود فى الرملة.

ثم إن ذاكرة التواصل تحمل لنا نفس التعبيرات مع أيام أخرى كانت حارة وقلنا إنه حر غير مسبوق، وأيام برد قلنا فيها، وناس فى البرد تنتظر الصيف، وناس فى الصيف عاوزين الشتا. ولا أحد يعرف لأن الأرصاد تقول وتقارير أخرى تقول إنه أكثر الأيام حرا، وهو 47 والبعض كذب وقال إنه تجاوز الخمسين، ومن عاشوا فى الخليج يعرفون أن الحر عندنا لعب عيال، وبالمناسبة منذ أسبوع انتشر فيديو لشاب خليجى رأى أننا نشكو من الحر فظهر فى فيديو وهو يقول «هو انتوا فاكرين يامصريين اللى عندكم دا حر» ثم يكسر بيضة على زجاج السيارة فتطش وتصبح مقلية».

مسؤولو الكهرباء قالوا إنهم نجحوا والكهرباء لم تنقطع، لكنها انقطعت فى بعض المناطق والأقاليم، وبالمناسبة الكهرباء انقطعت فى الكويت لفترة، والأمر كله يعكس مكان الرؤية، لكن الأغلب أن حالة الفيس بوك وتويتر تعكس مبالغة من كل الجوانب، مبالغة فى الشكوى، ومبالغة فى التبرير، لكنها تكشف عن حر افتراضى وناس تنقل وتكتب وتبالغ و«تنشال وتنحط»، من دون أن تغادر كنباتها الافتراضية فيما يواجه بشر آخرون الحر بكل تأكيد.

لماذا نكتب كل هذا؟ لنقول إن العالم الافتراضى ليس هو العالم الواقعى، وإن النظر من خلف الشاشات والكيبوردات، غير النظر فى الحر الحقيقى، وإنه فى الوقت اللى كان فيه ناس بتنفخ فى عز الحر، كان فيه ناس كل ما فعلوه هو كتابة مجموعة من البوستات، يلعنون فيها الحر والكل كليلة فى التكييف، هكذا يدير بعض الناس آراءهم دائما.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة