لا أدرى ما كل هذه الضجة التى صاحبت إعلان المخرجة إيناس الدغيدى أن ممارسة الجنس قبل الزواج حلال ويعد حرية شخصية "لمن ترغب"، من قبيل التجربة والاطمئنان للتوافق الجسدى بين الشاب والفتاة قبل الزواج، مع تأكيدها أن تكون الممارسة الحميمية بعد بلوغ سن الشباب وبرضا الطرفين!!
لقد عبرت الدغيدى عن رأيها بحرية شديدة كما اعتادت واعتاد من قبلها إسلام بحيرى وشريف الشوباشى، وسبقهم بسنوات د. عزت عطية الأستاذ بجامعة الأزهر الذى أفتى بجواز إرضاع المرأة زميلها فى العمل.
ولا يمكن أن ننسى فى هذا السياق التاريخى فتوى جمال البنّا بإباحة القبلات بين الشباب والفتيات واعتبارها من اللمم، أى من الصغائر التى سيغفرها الله، وكذا فتواه بجواز التدخين فى نهار رمضان، وغيرها من الآراء والفتاوى الشاذة.
أما المرأة الستينية من العمر إيناس الدغيدى، فهى إناء ينضح بما فيه، كل آرائها الشاذة معروفة لنا، واسمها على أفيش أى فيلم يعنى أنه "للكبار فقط"، وهى التى قالت عن نفسها أنها "مخرجة الجنس"، وترى أن ترخيص بيوت الدعارة سيكون له عدة فوائد، ونفت تفكيرها فى ارتداء الحجاب لأنها ليست مريضة نفسيا.
السيدة لا تستحق أن نغضب منها، ونلوم عليها، ويطالب أحد المحامين بجلدها، متهما إياها الآن، والآن فقط بإشاعة الفاحشة .
السيدة لم تكن داعية إسلامية حتى نشمئز مما تقول، ولم تكن "حاجة لبيت الله" فنتعجب من انقلابها، ولم تكن ممن يترددن على المساجد ليل نهار، فنستنكر ما قالته.
فلماذا انتفض الآن دعاة الأزهر ورواد الفيس بوك ضد المخرجة المثيرة للجدل إيناس الدغيدى؟ ولماذا لم ينتفضوا من أفلامها السابقة ولا من أفلام منتج الفضائح المعروف؟ ولماذا لم تمنع الرقابة أفلامها المثيرة؟ ولماذا نصمت على قنوات الرقص والإثارة والأغانى الماجنة والتافهة وبرامج الجن والعفاريت وإعلانات المنشطات الجنسية.
ولماذا.. ولماذا.. ولماذا..؟ !
إن القضية ليست فى فحش ما دعت إليه السيدة المذكورة فحسب.. بل إن لها أبعادا مترامية الأطراف، ترتبط بمسئولية الدولة بمعناها الشامل وثقافة المجتمع والأسرة.
مسئولية الدولة عن "فلترة " كل ما يصل إلى عقول الشباب، وإن قلت لى إنها الحرية..
سأرد بأعلى صوت: "لا ضرر ولا ضرار"، ألم يجرم حق "الإضراب" وفق هذه القاعدة الإسلامية، وحرصا على البلد التى تمر بظرف استثنائى يتطلب تضافر الجهود للعمل الجاد والبناء؟!
ألم تمنع برامج ويحجب مذيعون لأسباب سياسية.. فلماذا لا نمنع هذه الترهات لأسباب أخلاقية؟
أين مسئولية الدولة؟!
أما مجتمعنا - أو على وجه الدقة قطاع ليس قليلا منه - فيحتاج إلى إعادة توجيه وتأهيل، فهو يرتدى عدة أقنعة وله ألف وجه، فيصلى ويصوم ويزكى،ثم يفتح باب مكتبه - وليس الدرج فقط - لتلقى الإكراميات و"يزوغ " من عمله، ويتلصص بنظراته على جيرانه وزميلاته..
نحن فقط نتحدث ثم نصمت، ونتحدث ثم نصمت.. وهكذا ، دون أن نخطو خطوات جادة لترميم ما أفسدته الأفكار الهدامة .
إن كُنتُم جادين.. فامنعوا ما يعطل المسيرة الإخلاقية للدولة كما منعتم ما يعطل المسيرة الإنتاجية.
إن كُنتُم جادين فأصلحوا التربية وعلموا أبناءنا، ولا تجعلوا عقولهم مرتعا لأفكار تلك السيدة وأمثالها يتلاعبون بهم كيفما شاءوا، وتحت لافتة حرية الرأى والتعبير .
إن كُنتُم جادين.. تعاملوا مع إيناس الدغيدى كما تعاملتم مع "الإضراب"، البلد "مش ناقصة".
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمدين
اسمهم إيه " المذيعون " واسمها إيه " البرامج " اللي اتحجبت واتمنعت
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
اللهم احمينا من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
د . صلاح
مجتمع منافق
عدد الردود 0
بواسطة:
لا تشاهدوا
ربوا أبناءكم .. الدولة لا ينبغي ان تربي نيابة عنا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود ابراهيم
للكاتبة نقول