بالصور.. اليوم السابع فى المتحف الماسونى بفيرجينيا الأمريكية.. بنى على طراز منارة الإسكندرية برأس هرم.. ويضم معبدا ونقوشا ماسونية أثرية.. ومرشد سياحى: الماسونية تحيى الديانة المصرية الفرعونية القديمة

كفتاة قادمة من العالم العربى امتلأ عقلها بصورة ذهنية محددة عن الماسونية باعتبارها مؤسسة داعمة للصهيونية العالمية، كان صعب على أن أزور المتحف الماسونى بفيرجينيا، إلا أن مبنى المتحف والنصب التذكارى الذى يطل على المارة فى محطة مترو كنج ستريت، دفعنى للدخول.




النصب التذكارى لمتحف جورج واشنطن للماسونية، بنى على نفس طراز منارة الإسكندرية القديمة إحدى عجائب الدنيا السبع، ويقع فى ضاحية الإسكندرية التابعة لولاية فيرجينيا وعلى بُعد 40 دقيقة بالمترو من واشنطن العاصمة، وتم اختيار هذا النسق المعمارى ليعكس الحضارة اليونانية والرومانية القديمة، ويرتبط النسق المعمارى بالمتحف بيوم واشنطن الذى يحتفل فيه الأوائل بمبادئ الديمقراطية التى قادت إلى تأسيس الجمهورية الأمريكية الجديدة.

بمجرد دخولك، تخصص لك إدارة المتحف مرشدا سياحيا يصطحبك فى جولة لعالم الماسونية الغريب، يقول فى البداية إن المبنى يعتبر تخليدًا لذكرى أول رئيس أمريكى للولايات المتحدة وللماسونى جورج واشنطن مؤسس الدولة، والمتحف يضم معبدا ماسونيا تجرى به الطقوس الماسونية، ومركز أبحاث ومكتبة، ومسرحًا ومقرًا للحفاظ على تراث الماسونية الأمريكية.




فى منتصف المتحف تمامًا تشاهد جورج واشنطن أبو الماسونية الأمريكية واقفًا فى شموخ، ينظر إلى الداخلين لمعبده، يقول المرشد السياحى إن تنظيم الماسونية أو البناءون الأحرار منظمة أخوية عالمية يتشارك أفرادها عقائد وأفكار واحدة فيما يخص الأخلاق الميتافيزيقيا وتفسير الكون والحياة والإيمان بخالق إلهى، تتصف هذه المنظمة بالسرية والغموض وبالذات فى شعائرها فى بدايات تأسيسها مما جعلها محط كثير من الأخبار، لذلك يتهم البعض الماسونية بأنها "من محاربى الفكر الدينى" و"ناشرى الفكر العلمانى".

يسألنى المرشد السياحى عن جنسيتى، أرد: إننى مصرية، فيؤكد أن الماسونية ما هى إلا أحياء للديانة المصرية الفرعونية القديمة، والماسونية بالإنجليزية تعنى هندسة وترمز إلى مهندس هذا الكون الأعظم، وهناك من ينسب لفظة الماسونية إلى مهندس آخر هو ابن حيرام المهندس المعمارى الذى أشرف على بناء هيكل سليمان.




أما عن تاريخ المتحف نفسه، يقول المرشد، إن أعضاء منظمة الأخوة الماسونيين الأحرار قدموا من جميع أنحاء العالم لحضور الاحتفال بعيد ميلاد جورج واشنطن فى الثانى والعشرين من فبراير عام 1910، وتناقشوا فى إمكانية بناء معبد تذكارى لجورج واشنطن، وتشكلت منظمة جورج واشنطن للماسونية، وبدأ حفر الأرض لبناء المتحف عام 1922، وتم وضع حجر الأساس لبنائه عام 1923 بحضور الرئيس الأمريكى كيلفن كوليدج ورئيس وزرائه وليم تافت، وبعد عقد من الزمن افتتح الرئيس الأمريكى هربرت هوفر المبنى فى 12 مايو عام 1932 بحضور الآلاف.

فى الصالة الرئيسية لرواق المتحف، يقف تمثال جورج واشنطن منتصبًا، ويقول المرشد السياحى إن الرواق بنى على الطراز اليونانى والرومانى، مع أطباق مضيئة محفورة فى الممرات الجانبية للمتحف تعكس تقدير جورج واشنطن العميق للماسونية، وتحكى اللوحة الجدارية على الحائط قصة لقاء الجنرال جورج واشنطن بعدد من الضباط فى احتفالية للماسونية بكنيسة بولاية فلاديلفيا فى ديسمبر عام 1778، ويرتدى تمثال جورج واشنطن مجوهراته الماسونية وزيه الماسونى. والتمثال بنى عام 1950 فى عصر الرئيس ترومان.




يضم المتحف الماسونى أيضًا مسرحا كبيرا، يتسع لـ400 مشاهد، يقف على 16 عمودا ذهبيا، أما فى الطابق الأوسط فيقف على 14 عمودا برونزيا، ويعلق فى منتصف المسرح لوحة زيتية لجورج واشنطن رسمها فنان أمريكى يدعى كريستوفر ايرنى.

فى الجناح الآخر من المتحف، قاعة تعرض صورًا لكل المعابد الماسونية فى الولايات المتحدة والتى يزيد عددها على 30 معبدا ماسونيا ممتدا فى كل أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، وفى المقابل صالة عرض أخرى تضم مقتنيات أثرية ماسونية، مثل قطع وأطباق وخواتم وأساور تعبر عن الفن الماسونى، وقطع قماشية ترسم عليها لوحات ماسونية مثل العين والبرجل والقلم التى ترمز إلى هندسة الكون، بالإضافة إلى تمثال أخر لجورج واشنطن بملابسه العسكرية.




فى الدور الأول من المتحف أيضا، قاعة الماسونية الكبرى، وهى محاطة ببلكونات معدنية تطل على الشارع الرئيسى، والقاعة محاطة بستة من الألواح الزجاجية التى تخلد ذكرى القمة الماسونية، وفى الناحية الغربية من القاعة، تمثال نصفى من البرونز لجورج واشنطن، محاط بأختام الماسونية.

وفى الدور الثانى من المتحف، قاعة تضم صورًأ تذكارية لكل رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية ومتعلقات بعض منهم، خاصة الماسونيين أمثال جورج واشنطن.