فى زحمة المتابعات قد تتوه منا إصدارات قيمة، وحين ننتبه إليها نتأسف على وقتنا الذى لم نستثمره فى قراءتها، ومجلة «عالم الكتب» من الإصدارات التى ستندم على عدم متابعتها، هى تصدر عن الهيئة العامة للكتاب التى يقودها بكفاءة كبيرة الدكتور أحمد مجاهد، ويترأس تحريرها الزميل محمد شعير، بما له من رصيد كبير ومحترم فى الصحافة الأدبية والثقافية.
قرأت مؤخرا وفى وجبة واحدة آخر ثلاث أعداد من المجلة، عدد شهر يناير، وعدد شهر فبراير، ثم عددا واحدا لشهرى مارس وإبريل، وأبهرنى فى عدد يناير الملف الخاص بالمفكر الفلسطينى الأمريكى الأسطورة إدوارد سعيد، الذى اشتمل على مقال طويل كاشف لابنته «نجلاء» بعنوان «أبى»، ومقال للمترجم «فواز طرابلسى الذى ترجم بكفاءة رائعة سيرة إدوارد» خارج المكان، ومقال للمترجم السورى «ثائر ديب» الذى يرى أن الترجمة العربية ألبست مؤلفات إدوارد «حللا غريبة»، وأخيرا يروى الناقد إبراهيم فتحى أسباب عمد اكتمال ترجمة كتاب «البدايات» لـ«أدوارد».
فى عدد شهر فبراير تتنوع موضوعات المجلة، ومن بينها قراءة ممتعة لـ«خالد يوسف» لكتاب ممتع «العبقرية العصابية للكرة الهولندية» للمؤلف البريطانى «ديفيد وينر»، وهو كتاب يحلل سر تقدم الكرة الهولندية التى فرضت نفسها على العالم منذ كأس العالم عام 1947، ويضع ذلك فى سياق اجتماعى وثقافى وسياسى وجغرافى، ويزور محمد شعير مكتبة الدكتور يوسف إدريس ليتصفح ما بها، وذلك فى باب «رفوف» الذى يعتمد على زيارة لمكتبات شخصية، ونشر العدد السابق من المجلة زيارة قام بها أحمد بهاء الدين إلى مكتبة الدكتور طه حسين، الذى يستعرض مكتبة «عميد الأدب العربى» بحوار ثرى معه.
فى عدد شهرى مارس وإبريل تحتوى المجلة على ملف مهم وشديد الثراء بعنوان «الكتاب فى السجن» وفكرته تقوم على رصد تأثر المعتقلين والمسجونين السياسيين بالكتاب أثناء فترة اعتقالهم وكتب قادتهم إلى المعتقل، ويجمع عن ذلك شهادات من مثقفين كبار قضوا فترات طويلة فى السجون وهم، «صنع الله إبراهيم، محمود درويش، ياسين الحاج صالح، محمود الوردانى، ثائر أديب، عماد أبوغازى، محمود عباس العقاد، أمير زكى، رامين جيهانبجلو».
تقدم المجلة متابعات وعروضا لكتب متنوعة من دول العالم المختلفة، بما يعنى أن اقتناء عدد واحد من المجلة يقترب من اقتناء عشرات الكتب، فما بالنا لو حرصنا على اقتناء كل أعدادها.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة