"اليوم السابع"، رصد قصة الحرمان التى تعيشها ربة المنزل "مروة" والحاصلة على دبلوم تجارة، حيث تسكن فى منزل صغير بمنطقة غرب سهيل بمدينة أسوان، برفقة زوجها "محمد ربيع عبد الحافظ"، 45 سنة، يعمل "مؤذن" فى أحد المساجد التابعة لوزارة الأوقاف، ويعيش معها أطفالها (رويدا) 9 سنوات بالصف الثالث الابتدائى، و(طه) 5 سنوات برياض الأطفال.
تفاصيل القصة
تقول مروة: "تزوجت من محمد فى عام 2007، وقد ابتلاه الله بمرض شلل الأطفال منذ صغره، وأصبح يزداد مرضه كلما تقدم عمره، حتى أصبح قعيداً على كرسى متحرك، وكثيراً ما كنت أساعده فى الذهاب إلى المسجد القريب من المنزل ليؤدى عمله كمؤذن تابع للأوقاف، ونظراً لأن طبيعة الأرض جبلية فى منطقتنا التى نعيش فيها، فإن المشوار يكون شاقاً بسبب الرمال التى تنتشر فى أرضية الطرقات".
وأضافت مروة: "كنت أدبر أعمال المنزل وأذاكر لابنتى دروسها، فأنا أجيد القراءة والكتابة، وأقوم بتربية ابنى الصغير، بالإضافة إلى مساعدة زوجى فى التنقل خارج المنزل والقيام بمتطلباته داخل المنزل".
المفاجأة الصادمة
وتابعت مروة قصتها، قائلة: "قبل 5 أعوام مضت، كنت أشعر بضعف البصر فى العين اليمنى، وتوجهنا برفقة أسرتى إلى مدينة القاهرة وأجريت جراحة خاصة بانفصال الشبكية للعين اليمنى، داخل أحد العيادات الخاصة، وكنت أرى بوضوح لمدة 15 يوماً، حتى استيقظت فى أحد الأيام على المفاجأة الصادمة، عندما كان يتحدث إلىّ زوجى أمامى ولم أره فصرخت له قائلة (أنا لا أرى تماماً)، وبعدها بأيام ضعف سمعى ولا أسمع إلا بصراخ الناس بالقرب من أذنى اليسرى، وتواصلت الصدمات عندما لاحظت أمى بأن شعر رأسى يتساقط وحاجبى، وظهرت عندى بعض الصدفات الجلدية".
معاناة أسرة
وعن معاناة أسرتها توضح مروة، "بعد ابتلاء الله حاول زوجى رغم ظروفه الحركية وبمساعدة أسرتى فى التنقل بين الأطباء، فتوجهنا إلى أحد أطباء المناعة لزيادة المناعة فى الجسم، وبعدها أخذنا نتنقل ما بين أطباء جلدية وأورام وباطنية لعمل الفحوصات والتحاليل اللازمة، والذين أكدوا خطأ طبيب العيون فى جراحته للعين والتى تسببت فى العمى وتلاه ضعف السمع وتساقط الشعر وظهور الصدفية فى الجلد، وتحتاج إلى جراحة أخرى ترجعها إلى الإبصار ولو بنسبة ضئيلة".
واستكملت السيدة النوبية حديثها: "لم يمل زوجى وأسرتى من إرهاق رحلة علاجى، ولكن ما يتعبهم هو الظروف المادية الصعبة التى نعيشها، وكنت أتمنى من المسئولين عمل الجراحة حتى أعود إلى خدمة زوجى وأولادى فأمى تعبت كثيراً وهى سيدة كبيرة فى السن على أعمال المنزل وتربية الأولاد"، وأضافت: "المفروض إن أنا من يخدمهم مش هما اللى يخدمونى، أنا حملت عليهم أكتر من اللازم".
الزوج القعيد
"محمد ربيع" زوج مروة يقول، "دخلت على زوجتى فى أحد الأعياد الماضية فوجدتها تبكى والدموع تملأ عيناها وسألتها عن سبب ذلك وقالت لى (كنت بلبس عيالى كل سنة يوم العيد، ودلوقتى نفسى أشوفهم بلبس العيد).
وأشار الزوج إلى أن مروة حساسة، تشعر بضيق عندما تجد نفسها عاجزة عن القيام بعمل كانت معتادة القيام به فى الماضى، وكانت تردد "مش عاوزة بنتى تتعب معايا لما تكبر نفسى أنا اللى أكبرها وأقوم بتربيتها بنفسى".
مناشدة الرئيس
وناشد "ربيع" الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالتدخل لإجراء جراحة لعين زوجته حتى تحقق أمنيتها فى العودة للإبصار ولو بشىء قليل من النظر كما كانت سابقاً، حتى تتمكن من تربية أولادها ومساعدة زوجها".
مروة برفقة أطفالها رويدا وطه
الطفلة رويدا تُقبل أمها الضريرة
صحفى اليوم السابع مع زوج السيدة النوبية
محمد ربيع زوج ربة المنزل مروة
صورة من تحاليل معهد الأورام بأسوان
صورة ضوئية من الأشعة الخاصة بوجه السيدة المصابة
