سجل الثلاثى «عبدالرحمن الأبنودى، بليغ حمدى، محمد رشدى» نجاحا مبهرا، بعد «عدوية» وفى عامى 1964 و1965 قدموا «العريس، المأذون، آه يا ليل ياقمر، بلديات، بيتنا الصغير»، وكل أغنية من هذه الأغانى حكاية، وحسب رواية محمد رشدى لى فى مذكراته: «كان عبدالحليم حافظ يتابع هذا النجاح بقلق كبير، كان قلقان من اللون الشعبى الجديد اللى أنا أقدمه، والناس بتغنيه، كان الحس الشعبى فى ارتفاع رهيب، وكل أغنية تخاطب هذا الحس تنجح، كمان بدأ الاهتمام الرسمى والإعلامى بى، أصبحت صورتى غلافا للمجلات الفنية، وأصبحت أغنياتى على كل لسان».
يضيف: «فكر عبدالحليم فيما يجب أن يفعله، فكان همه الأول هو كيف يجتذب عبدالرحمن الأبنودى، أصبح الأبنودى صاحب الكعب العالى فى التأليف، كلماته بقت على كل لسان، وعبدالحليم قلقان، كل الأخبار اللى كنت بعرفها من عنده كانت بتأكد إنه قلقان، عبدالحليم كان ذكى، مؤسسة تدرس أسباب نجاح غيره، كان بيعرف كويس إن الكلمة الحلوة مدخل رئيسى لنجاح الأغنية، وعلشان كده راح اهتمامه كله إلى الأبنودى».
يواصل رشدى: عبدالحليم التقط الأبنودى، خطفه خطف، عمل له صدمة حضارية لما أخذه على شقته فى الزمالك، شاف فى الشقة إمكانيات كبيرة، عبدالحليم كان ذكى، قلت لك إنه كان مؤسسة، والأبنودى فى نفس الوقت كان عنده مبرر وهو: «عبدالحليم جرنال بيوزع أكتر»، أنا زعلت، قلقت، لكن بعد السنين دى كلها، أقدر أقول إنه كان عنده حق زملاء، كل خوفى على الحلم اللى حلمناه، أنا وهو والأبنودى، المسألة مكنتش سهلة فى الوقت ده».
يدلل رشدى على أن ذهاب الأبنودى إلى عبدالحليم لم يكن سهلا قائلا: اليسار دخل فى الموضوع سألوه : ليه رحت لعبدالحليم؟، السؤال كان بعد موجة تقدير كبيرة من اليساريين لأغنيتى الجديدة، شارك فيها، أسماء زى، صلاح حافظ، عبدالرحمن الشرقاوى، قالوا أغنية عبدالحليم موجهة إلى «البرجوازية»، أما أغنية رشدى فهى موجهة إلى الفلاحين والعمال».
سؤال اليسار إلى الأبنودى حمل صيغة اتهام له، يقول رشدى: «وجد الأبنودى نفسه متهما أمام زملائه اليساريين، كان اتهامهم مركزا على أنه يجهض حلم الأغنية الجديدة، فدافع عن نفسه أمامهم، قال إنه ذهب لتغييره، والخروج به من دائرة الغناء للبرجوازية»، قال لهم أيضا: «ليه منكسبش عبدالحليم زى ماكسبنا رشدى»، هو كانت نظرته أعمق.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة