كرم عبد الفتاح حجاب يكتب: الأبنودى وحروف الكلام

علمتينى حروف الجر وعلمتينى حروف العطف
وعلمتينى الحب وعلمتينى العطف
علمتينى ماخافشى وأكون قُدام الصف
علمتينى حاجات حلاوتها تفوق الوصف
علمتينى دا كله وأكتر يا مصر

كانت هذه الأبيات هى أول ما سمعت من الراحل عبد الرحمن الأبنودى، وكان ذلك فى عام 1969 أثناء حرب الاستنزاف وذلك من خلال برنامج اسمه (حروف الكلام) وكان يقدمه الأبنودى شعرا وسيد مكاوى لحنا من إذاعة القاهرة وقت أن كانت الإذاعة وسيلة ثقافية وتعليمية وتوجيهية، ويوم أن كان المواطن العربى من المحيط إلى الخليج يحرص أشد الحرص على سماع الإذاعة المصرية، وأكثر ما كان يشدنا (كبارا وصغارا) إلى هذا البرنامج هو صوت الأبنودى المفعم بالوطنية والذى لم يسبقه أحد فى طريقة الإلقاء التى تميز بها عن سائر شعراء جيله، ولقد سمعت- ومن إذاعة القاهرة أيضا- الأديب الكبير والشاعر العظيم صالح جودت وهو يُثنى على هذه القصيدة، ويقول بالنص: (إنها من أجمل م سمعه من شعر)، والأبنودى كان إلى جانب موهبته الشعرية كان له معجزتان: الأولى معجزة (لغوية) تتمثل فى الكلمات الجديدة التى أدخلها فى الشعر العامى مثل (القلب الاخضرانى، الغناوى المجروحين، العيون الدبلانين.. إلخ)، والمعجزة الثانية التى اتسم بها الأبنودى كانت (صوتية) فقد حباه الله حنجرة (كلثومية) فى الأداء الشعرى، نتمنى أن يتم جمع شعره الذى ألقاه بصوته فى جميع المناسبات الوطنية وأن يكون مُتاحا أمام الجميع فلقد كان الأبنودى واحدًا ممن غرسوا حب مصر.