واجه الفنان محمد رشدى مخطط عبدالحليم حافظ باختطاف الشاعر عبدالرحمن الأبنودى وبليغ حمدى، بالتعاون مع ثنائى جديد هو الشاعر حسن أبوعتمان، والملحن حلمى بكر، وكما روى لى «رشدى» فى مذكراته، فإن أغنية «يا حسن يا مغنواتى» أحدثت ضجة كبيرة، واستدعت مقارنات مع عبدالحليم يتذكرها قائلا لى: قدم الأبنودى أغنية «توبة» لعبدالحليم ولحنها «بليغ» ووزعها «على إسماعيل»، وتصادف أنها جاءت مع «يا حسن يا مغنواتى»، فحدثت مقارنات، أنا غنيت: «وأنا كل ما جول التوبة يابوى ترمينى المجاديف/ونعيمة تجول بحبه يابوى/ وأبوها يقول فقير»، أنا غنيتها زى ما بيقول الفلكلور، يعنى «القاف» أنطقها: «جيم»، قلت: «كل ما جول» بدل من «كل ما قول»، وقلت: «نعيمة تجول» بدلا من «نعيمة تقول»، واشتعلت الساحة بالمقارنة بينى وبين عبدالحليم.
تظهر أغنية «توبة» لعبدالحليم، أنها مختلفة عن «يا حسن يا مغنواتى» لرشدى، الاختلاف يبدو واضحا فى الكلمات واللحن والأداء، وبالرغم من ذلك أصبحا فى مواجهة بعضهما البعض، يقول رشدى: «قال البعض إننى فهمت طبيعة الأغنية باعتبارها أغنية شعبية، لكن عبدالحليم حاول معملش كده».
وصلت درجة المنافسة بين الأغنيتين إلى حد تصعيد الأمر داخل الإذاعة، ويتذكر رشدى: عبدالحليم اشتكى إلى عبدالحميد الحديدى المسؤول بالإذاعة وقتئذ، قال له: رشدى حرق لى أغنية توبة بأغنية يا مغنواتى».
بعد «يا حسن يا مغنواتى»، جاءت قنبلة «عرباوى» بنفس ثنائى «يا مغنواتى»، أبدع «أبو عتمان» فى الكلمات: «عرباوى شغلاه الشابة الحلوة السنيورة/أم التربيعة بترسم ضلاية على القورة/قلبى يا قلبى يا أبوالحيارى/والله لا أعملك شارع وحارة/وابنى لها عشة بالنى الأخضر/وحبة حبة تصبح عمارة/لا ابدر الصحرا خضرة وميه/وازرع الحنة فى إيدها وإيديا».
يعلق رشدى بعد أن قال كلمات الأغنية: «شوف جمال الكلام، وشوف قدرة وحلاوة «أبوعتمان»، عرباوى هو رمز لكل إنسان بسيط يعيش فى الكفور والنجوع، يتحدى كل الظروف من أجل الانتصار بحبه، فى التحدى نجد تصميمه على بناء البيت اللى هيصون حبه، يبدأ بعشة بالطوب الأخضر و«حبة حبة تصبح عمارة»، ويعتزم أن يبدر الصحراء بالخضرة والمية».
يؤكد رشدى: «هذا التحدى كان طبيعة المرحلة كلها، تحدى فى كل حاجة، بنتحدى فى الحب، بنتحدى فى بناء البلد، بنتحدى فى السياسة، بنتحدى فى الاستقلال، بنبنى مصانع ومزارع، نبنى إنسان مصرى جديد، أول مرة يسمع عرباوى وعدوية ووهيبة وكل الغلابة أسماؤهم فى أغانى».