خالد فاروق

"الأخلاق" وتجديد الخطاب الدينى

الجمعة، 08 مايو 2015 10:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الموضوعات المثارة الآن فى المجتمع عبارة "تجديد الخطاب الدينى"، وهو أمر فى غاية الأهمية، فى ظل تردى سلوكيات الناس فى الشارع المصرى، بل وعلى مستوى وسائل الإعلام المرئية، التى أصبحت انعكاسا بشكل مبالغ فيه للسلوك اليومى للأفراد، مما يؤصل لسوء الأخلاق وهدم الجوانب الإيجابية فى الشخصية المصرية.

تجديد الخطاب الدينى هو عمل مؤسسى تشارك فيه المؤسسات التعليمية والإعلامية والدينية، والبداية يجب أن تنطلق من تربية النشء، والتركيز على سلوك الطفل منذ نعومة أظافره، نعلم أطفالنا كيف يحافظون على نظافة مدارسهم، ونعيد للمدرس هيبته مهما تنوعت المؤسسات التعليمية، فاحترام الطفل لمدرسه ينعكس على احترامه لوالديه وجيرانه وزملائه، ثم نعلمه حق الشارع فى الحفاظ على نظافته، ونعلمه كيف يغرس وردة، تعلمه كيفية البناء واستشعار جمال البيئة التى تهذب نفسه، وتعود عينه على الجمال.

وعلى المؤسسات الدينية التركيز على السلوك اليومى للأفراد، فالخطب الدينية ودروس الوعظ يجب ألا تنفصل عن الواقع الذى نعيشه، بل تكون بمثابة دافع لتصحيح السلوك الخاطئ للأفراد مستغلين لما للنصائح الدينية من قدسية لدى الناس وتنفيذ ما يستمعون له من أجل الرقى بالمجتمع.

وإذا كنا نريد تجديد الخطاب الدينى فعلينا عبء تصحيح مسار الإعلام خاصة الإعلام المرئى الذى أصبح يرتكز على الغرائز الجنسية خاصة فى الأفلام والأعمال الدرامية بما فيها الإعلانات التجارية التى أصبحت تستخدم الإيحاءات اللفظية السيئة بل والتركيز على الصورة أكثر من المضمون الإعلانى للسلعة أو الخدمة، وهو يقلل من الاستفادة من الفقرة الإعلانية وتحقيق المستهدف منها.

إذا كان الواقع سيئًا فعلى الإعلام أن يبعث برسائل تصحح من سلوك المتلقى، وعرض الصور المشرقة التى يجب تأصيلها فى السلوك اليومى للمجتمع، فلا يعقل أن تصبح البلطجة والأغانى الهابطة هى أساس الأعمال الدرامية التلفزيونية والأفلام السينمائية، فأين إذا دور الإعلام التنويرى؟.

فتجديد الخطاب الدينى عمل مجتمعى يصيغه الخبراء بعد التعرف على تفاصيل الحوار المجتمعى، علينا أن نتعرف على أسباب فساد الأخلاق وتبنى الأفكار المغلوطة، والبداية تكون من وضع الأسس السليمة فى المناهج التعليمة منذ المراحل الأولى للطفل حتى نصل به إلى بر الأمان، فتغيير السلوك المجتمعى يحتاج إلى جهد ومثابرة، ولكن جنى ثماره سوف يكون دافعًا لتقدم المجتمع على أسس أخلاقية سليمة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة