من أمل دنقل ويوسف شاهين أخذت عنوان مقالى عَلّى لا أنسى جزءا من بعض ماضينا القيم فى زمن الريبة والفتنة والفوضى الحقيقية المتكاملة، فعذرًا لا أقصد أن أخرط بصل على قلبك أيها المواطن فتدمع عيناك ألمًا ولكنى فقط أحاول أن أجلى لك بصرك لترى أشياء لا تُشترى وتضيع لأن هى فوضى.
1 - ميريلاند الأمريكية الولاية التى تعج بالفوضى بسبب أحداث تبدو فى ظاهرها عنصرية هى حديث الأخبار فى صحف مصر، وعجبًا أن ميريلاند المصرية كانت ومازالت أوجب بالاهتمام، ولكن لا يأتى ذكرها إلا لمامًا، فميريلاند المصرية هى حديقة كانت غناء فى منطقة مصر الجديدة تديرها شركة مصر الجديدة للإسكان يرتادها الناس كمتنفس رائع وتجمع الأحبة والعائلات وغيرهم، ثم هجروها وأهملوها كما أهملوا كل ملكية عامة للشعب، ثم أجروها للقطاع الخاص الذى أفسد كل ما فيها، والعجيب أنه فى نفس الوقت هناك ملكيات خاصة فى مجال الترفيه تدر على أصحابها ملايين ومليارات ولا مجال لمقارنتها بمساحة أو موقع الميريلاند المصرية، وهناك أقوال تتردد بين الحين والآخر تقول إن الدولة تريد هدمها وتقسيمها أرض للبناء يا نهار أسود ألا يكفينا ما فعلته فينا سنون عجاف بوروا فيها أفضل أرض زراعية فى العالم وحولوها لقبح أسمنتى حول القاهرة نمر عليه كل يوم فى طريقنا على المحور أو الدائرى، أليس فى هذه الدولة رجل رشيد يقول إن إغلاق هذه الحديقة وهجرها كما هو حادث هو جريمة نمر عليها كل يوم دون أن يرمش لنا جفن، بالله عليكم تخيلوا لو أى اسم لفرد، ساويروس مثلا يملك مثل هذه الأرض كم كانت ستدر عليه من مال ليس من بيعها ولا من بنائها ولكن من تحويلها لمتنزه ومكان للترفيه، هى أشياء لا تُشترى.. الذكاء، وحب البلد الحقيقى دون زيف أو كذب، والهمة والنشاط والتفكير المنطقى.. لأن هى فوضى فماذا نحن فاعلون؟
2 - بعض أهالى ترسا فى محافظة القليوبية يتظاهرون ضد تسمية مدرسة ترسا الإعدادية باسم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، لأنهم يعتزون باسم ترسا، والمحافظ يصرح بأن الدكتور محمد عبدالوهاب زوج الفنانة الراحلة ينتمى لهذه القرية وقد تبرع بمبلغ كبير لإصلاح المدرسة فرأى المحافظ أن يكرم زوجته الفنانة الكبيرة بإطلاق اسمها على المدرسة.. ومع كامل احترامى لاسم ترسا الذى لا أعرف له معنى ولكن هذه الحادثة ليس لها من دلالة إلا أن معنى القيمة والحد الأدنى من الثقافة غائب عن مجتمع يسمع أغانى مهرجانات، ويحتفى بأفلام عشوائية، ويستعر من اسم الست فاتن حمامة، التى لا تحتاج فى عالمها الآن أن نطلق اسمها على مدرسة أو أى مبنى، بقدر ما نحتاج نحن وأجيال لاحقة أن نظل نتذكر فاتن حمامة للقيمة التى تمثلها من احترام عملها وعالمها، فالاحترام والقيمة أشياء لا تُشترى، ولكن هى فوضى فماذا نحن فاعلون؟!
3 - توت عنخ آمون صاحب اللحية المكسورة صارت عصاه وكرسيه كما نشرت فى انفراد «اليوم السابع» أيضا مكسورين، وذلك أثناء النقل كما قيل فى محضر رسمى، كلنا يعرف جيدًا أن مصر هى أكثر دولة ومنذ عقود وقرون يتم فيها سرقة الآثار وتهريبها، ورغم هذا فمازلنا نملك كما يقال ثلث آثار العالم، وهى نعمة لا ندرك قيمتها لأننا لو ظللنا على هذا المنوال من تهريب وسرقة وكسر وشرخ وتشويه، فغالبًا سنصحو يوما ولن نجد الهرم مش هزار لكن جد لأن هناك استغاثات متتالية أن بعض الصبية يكسرون أحجار الهرم ويبيعونها للسياح، والحمد لله أن السياحة بعافية وليس هناك سياح كثيرون، بلد فيه ثلث آثار أى تراث البشرية وبه وزارة للآثار وهيكل إدارى ووزير ووكلاء وزارة وميزانية إن شاء الله قرشين ويتم فيه مرمطة التراث البشرى والمصرى الذى نعيش على ذكره لهم ولغيرهم، أقول يا سادة يا حكام هذا البلد.. هى أشياء لا تُشترى ولكن هى فوضى فماذا نحن فاعلون؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الكاتب أحمد المالح
الحضارة والتاريخ