"اليوم السابع" يرصد بيع السلاح والمخدرات فى 5 قرى بالقليوبية..أبوالغيط و الخرقانية وكوم السمن والجعافرة والأخميين.. خماسى الشر يتحول إلى غابة من الممنوعات.. والأمن خارج نطاق الخدمة

السبت، 09 مايو 2015 10:39 ص
"اليوم السابع" يرصد بيع السلاح والمخدرات فى 5 قرى بالقليوبية..أبوالغيط و الخرقانية وكوم السمن والجعافرة والأخميين.. خماسى الشر يتحول إلى غابة من الممنوعات.. والأمن خارج نطاق الخدمة جانب من الاسلحة
تحقيق - إيمان الوراقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن اليومى..



*- الأهالى يطلقون مبادرة "سحب الأسلحة".. وتجار "الكيف" يبيعون بضاعتهم نهاراً فى قرى الجريمة


*

- تكرار سرقات السيارات فى "كوم السمن" وراء كساد تجارتها.. والأهالى: "ضرب النار" ليل نهار والطرق غير مؤمّنة ونغلق منازلنا منذ التاسعة مساء



«الجعافرة، أبوالغيط، الخرقانية، الأخميين، كوم السمن»، خمس قرى فى محافظة القليوبية تعتبر همزة الوصل بين خمس محافظات بالوجه البحرى شمالًا ومحافظتى القاهرة والجيزة جنوبًا، والمار بأرضها النيل بفرعيه، دمياط ورشيد. مميزات كانت تؤهلها لتكون صاحبة الريادة وسفيرة الخير بين المحافظات، لا أن تضم بين جانبيها القرى الأكثر شرًا وشراسة، والأشهر فى تجارة السلاح والمخدرات وسرقة السيارات، لتوصم بكونها «خماسى الشر» و«إمبراطورية الرعب» بين باقى قراها. وعلى الرغم من الاستقرار الأمنى الذى حظيت به البلاد بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الرئاسة، لم تستطع القيادات الأمنية بالقليوبية ورؤساء المباحث بمركزى القناطر الخيرية وشبين القناطر اقتحام تلك القرى ليظل خماسى الشر «عش الدبابير» الذى لا يمكن الاقتراب منه رغم محاولات تخفيف شره.


اليوم السابع -5 -2015


الإمبراطوريات التى لا تقهر رصدتها «اليوم السابع» بحذر شديد، كاشفة أحوالها المشابهة لعصابات «شيكاغو» الذين يعلنون عن أنفسهم وتجارتهم المحرمة ليل نهار دون أن تمسهم يد القانون، من خلال إلقاء الضوء على حجم الأسلحة وتجارة الممنوعات وأنواعها المنتشرة بمنازل الجميع، وأنواع الممنوعات، وأماكن بيعها وكبار التجار. بلاد الرعب لم تخلُ أيضًا من جانب مضىء لبعض العائلات التى ترفض ما يحدث داخل القرى، حيث دعوا إلى تطهيرها، وناشدوا الداخلية شن حملة مكبرة لجمع الأسلحة غير المرخصة من بين أيديهم، آملين فى انتشال قراهم من تجارة المخدرات وإنقاذ سيرتها، فما من قرية مجاورة لخماسى الشر إلا ويدب الرعب والخوف فيها، ما يؤدى إلى كساد تجارى بعد أن صارت الممنوعات مصدر الدخل الوحيد لتلك البلاد.


أبوالغيط/ الممنوعات «على عينك يا تاجر»..مروجو المخدرات والسلاح يبيعونها نهارا على «ترابيزة» فى الشارع والترامادول بـ250 جنيها والمطواة تبدأ من 35 جنيها



الساعة تدق الثالثة عصرًا، يخرجون من جحورهم، يتمركزون أمام أزقة الشوارع، يؤدى بعضهم دور «الناضورجية» للكشف عن الغرباء وتبليغهم بالحذر، يمارسون نشاطهم فى ترويج المخدرات فى ظل غياب أمنى كامل.

أبوالغيط القرية التى ذكرها على مبارك فى كتابه الخطط التوفيقية، مميزاً إياها بمسجدها ذى المنارة ومعامل الدجاج وشهرتها بزراعة البطيخ، لم تعد كما كانت قديما بعد أن أصبحت معقلا ومصنعا لتجار المخدرات، يمارس «أبوشامة» الرجل الهارب من العدالة نشاطه ولم يمتنع عن ذلك كما لو كان كل شىء تحت عينيه وبين يديه.



اليوم السابع -5 -2015


الشيخ على الدين حسن شيخ بلد القرية قال: اشتهرت قريتنا بتجارة المخدرات، وأشهر من يتاجر بها «سيد أبوشامة» وتم إلقاء القبض عليه و«أبو السريع إدريس»، و«هراس عمر خضر» أكبر ممولى تجارة الممنوعات بالقرية.

وأضاف: فى البدء كانوا يجلسون فى أماكن متفرقة من نواحى القرية يعلمها الجميع كمنطقة «سوق العصر، وعند المقابر، وعند المستشفى ومدخل أبوالغيط»، كل يجلس أمام منزله يضع ترابيزة تعتليها أكياس سوداء تحتوى على المخدرات.

وعن أماكن تواجد كبار تجار المخدرات يقول: «يهربون بمنشية أبوالغيط لتطرفها وكثرة الحدائق بها، وعن أشهر المخدرات التى تشتهر بها القرية قال: البرشام والبانجو والبودرة، والحشيش وأنواع من الحبوب والمواد المخدرة تباع على الملأ، ومنها حبوب الصراصير، والحشيش، والترامادول ونوع من البرشام المخدر يسمى بشرطة والتامول وغيرها، متابعا: «العائلات فى القرية يحاولون الحفاظ على أولادهم فلو علم أحدهم بعمل ابنه فى المخدرات يضربه وينهيه عن ذلك بشتى الصور».

«حسن محمود» من شباب أبوالغيط: «لدينا شباب متعلم إلا أنه لا يجد عملا يقتات منه ولهذا يلجأ بعضهم إلى العمل فى تجارة المخدرات، وبسبب تلك التجارة نتعرض للسجن».


اليوم السابع -5 -2015


ويقول حسن محمود: «عادة الحملات الأمنية اللى بتنزل بيكون بعض تجار المخدرات عارفين بيها بسبب بعض المخبرين وما بيتاخدش غير مجموعات صغيرة ككبش فداء اللى مالهمش علاقة بالمخبرين».

وتابع قائلا: «هناك العشرات من موزعى المخدرات يظهرون من وقت الغروب إلى صباح اليوم التالى، وعن نوعية ما يبيعونه يقول: «هناك ترابيزة يوضع عليها الأسلحة البيضاء، وأخرى للبرشام، وأخرى للحشيش، وتختلف الأسعار على حسب السلعة والمورد، وتبدأ أسعار الأسلحة البيضاء من 35 جنيها للمطواه فما فوق، على حسب موردها ونوعها، بينما تباع أشرطة الترامادول بأسعار مرتفعة، فبعدما كان سعر الشريط 100 جنيه، ارتفع ليصبح 250 جنيها».

سلامة عيسى أحد أولئك الذين اضطرتهم ظروف المعيشة وثقافة القرية التى يعمل معظمها بتجارة الممنوعات للانضمام إلى طابور العاملين بها تم إلقاء القبض عليه ليقضى فترة عقوبة مدتها ثلاث سنوات.

بعد خروجه من السجن لجأ إلى مهنة الزراعة متبرعا بالحديث بعد أن رفض عدد من أهل القرية الحديث، قائلا: «إحنا عائلات مينفعش نبلغ عن بعض خوفا من الدم، لكن هذا لا يمنع أن بعضنا كان لا يملك من حظ الدنيا شيئا وبتجارته فى الممنوع أصبح من أصحاب الأملاك». ويضرب مثالا بـ«أبوشامة» قائلا: «كان بيصلح بواجير، والآن يمتلك شارعا كاملا بأبو الغيط من أفخم المبانى الموجودة بالقرية، إلى جانب امتلاكه كازينو «وادى الملوك» ومجموعة من الأراضى والمزارع فى فترة زمينة وجيزة تقريبا من بعد الثورة.

ويقول هانى محمد من شباب القرية: «هناك تواطؤ مع بعض مخبرى الشرطة، لأنهم يمرون على ترابيزات المخدرات ويتركونها على حالها دون الإبلاغ عنهم».

ويستكمل آخر، رفض ذكر اسمه خوفا من معرفة أهل القرية مساعدته، قائلا: «ضرب النار شغال ليل نهار لدينا خاصة فى الأفراح، ولدينا مشاكل ثأرية بين العائلات، ولذا يحمل الجميع السلاح خوفا من حدوث مشكلة وهجوم الخصم وقتل البعض».


أبوشتية/ كلمة السر لإعادة السيارات المسروقة



إذا سُرقت منك سيارتك، فكلمة السر هى «أبوشتية» خُط القليوبية، فوحده القادر على إخراجك من ورطتك، فما عليك إلا الذهاب إليه وطلب تدخله مع وضع رزمة من الأموال على ترابيزة مكتبه تتناسب وموديل السيارة المسروقة. يقول «س. ن» أحد شباب قرية أخمين: «أبوشتية من قرية الأخميين الرجل الذى يهابه الكبير والصغير، لا يجرؤ أحد الاقتراب من عزبته، وهو خلافا لما يحدث بالقرية يشكل وحده عصابة إجرامية خطيرة»


اليوم السابع -5 -2015


وعن دور أبوشتية الحقيقى هل هو مجرد وسيط أم صاحب تشكيل عصابى يقوم بسرقة السيارات، قال فهد ربيع: «هو على علم واطلاع بجميع العصابات المنتشرة بالمنطقة جميعها وبعض المحافظات، فإذا سُرقت سيارتك ما عليك إلا دفع مبلغ من المال وسيأتى هو بتلك العصابة يدفع لها جزءا مما دفعت أنت، ويخبرك عن مكان يتم فيه ترك سيارتك وتذهب وتأخذها». سرقة السيارات أهم ما يميز هذه القرية عن غيرها، حيث يروى محمود حسنى صاحب مخبز، معاناته مع سرقة السيارات قائلا: تعرضنا لسرقة أربع سيارات تابعة للمخبز، فبعد الثورة كثرت حالات السرقة من أول قرية أخمين مرورا بأبوالغيط والخرقانية إلى منطقة الدائرى، مسترسلا: أول سيارة سرقت منا كانت دبابة موديل 2009 وأخرى شيفروليه، وثالثة ملاكى ورابعة دبابة موديل 2013.

وتابع: «تم استردادها جميعا عن طريق التفاوض مع السارقين، وتم دفع 50 ألفا فى الدبابة، وثانية دفعنا بها 20 والثالثة 30 ألفا بعد تفاوضات عدة، بينما تتبعنا الرابعة عن طريق جهاز تتبع، وكانت الداخلية معنا، إلا أنهم لم يقوموا باستردادها خوفا من المجرمين، وتركونا وأخوتى فقمنا بإطلاق أعيرة نارية فى الهواء وهجمنا على المخبأ واسترددنا سيارتنا ومعها أخرى، بحثنا عن صاحبها وأتى وأخذها».


اليوم السابع -5 -2015


عقلاء القرى يدعون «اليوم السابع» لتبنى حملة تسليم السلاح إلى «الداخلية».. وأحد الأهالى: %99 منا لديه أسلحة..الأهالى يعترفون بالحصول على الأسلحة المهربة من ليبيا.. وكبير إحدى العائلات يؤكد تهريبه خنجراً من هونج كونج عبر مطار القاهرة



كما يقول المثل الشعبى « على كل لون يا بطسطا»، كثُرت وتنوعت الأسلحة بالقرى الخمس التى زارتها «اليوم السابع»، أسلحة آلية وأخرى بيضاء، مستوردة وصناعة محلية، البعض يحملها للمتاجرة بها، والبعض يحملها لحماية تجارته من مواشٍ وغيرها، فيما يحملها ثالث لتخويف خصمه، وغالبًا ما تكون بينهما خصومات ثأرية.


اليوم السابع -5 -2015


ولخطورة الأمر دعت مجموعة من كبار عائلات أبوالغيط، وعلى رأسها عائلة «إبراهيم»، وشيخ بلدتها الشيخ على الدين، إلى تبنى الداخلية حملة مكبرة لجمع الأسلحة من الأهالى، على أن توضع مدة زمنية لذلك، ومن لم يسلم سلاحه غير المرخص خلال تلك المدة يجب سحبه منه بالقوة، ومعاقبته على ذلك قانونًا.

يقول الحاج مبروك إبراهيم، من كبار عائلة «إبراهيم»، رئيس المجلس المحلى سابقًا: «تتبنى عائلتى الدعوة إلى حملة مكبرة لاسترداد السلاح من أهالى القرية جميعًا، فما من منزل فى القرية إلا ويمتلك أسلحة غير مرخصة أتت إلينا عن طريق ليبيا لحماية تجارة المخدرات المزدهرة بالمنطقة كلها، إلى جانب تجارة وحيازة السلاح نتيجة لقربنا من القاهرة، وهناك عدد كبير من السكان المغتربين والمهاجرين إلينا من شبرا والحافظية والسبتية يتاجرون بها، ونحن نساعد الحكومة بالإبلاغ عنهم».

ويقول محمود عبدالغفار، من أهالى «كوم السمن»: «التجارة ليست مقصورة على المخدرات فقط، فبقدر تجارة المخدرات تتوافر تجارة واستخدام السلاح أيضًا، ونسبة %99 من الأهالى يحملون الأسلحة حتى لو لم تكن للتجارة».

فى زيارة مطولة لأحد كبار العائلات الراغبة فى التخلص من كل ما يُشين القرية، سواء من أسلحة أو مخدرات، قام كبيرها- الذى طلب عدم ذكر اسمه أو اسم عائلته- بإخراج أسلحته الشخصية التى يعتمد عليها فى حماية منزله، لإثبات أن الجميع يحمل أسلحة، حتى من يدعون الحكومة لشن حملة لجمعها، ووضعها على طاولة كبيرة.


اليوم السابع -5 -2015


الأسلحة التى أخرجها مصادفة دون سابق ترتيب كانت عبارة عن رشاش آلى تم تهريبه عن طريق ليبيا حسبما يقول، بالإضافة إلى فرد خرطوش صناعة محلية، وخنجر استيراد هونج كونج، مضيفًا: «هذا الخنجر تحديدًا دخل مصر عن طريق مطار القاهرة الدولى، ولم يستوقفنا أحد»، وأسلحة أخرى نارية وبيضاء، وعدد من علب الأظرف المغلفة لا بأس به لخوض حرب. الرجل برر حمله السلاح بهدف الحماية، معلقًا: «حمل السلاح هنا حق مكتسب لحماية أنفسنا وأهلينا، يكفى أننا سُرقنا أكثر من مرة ولم تتدخل الحكومة، وحقنا أخذناه بأيدينا، وها نحن نرحب بأخذه منا ومن كل القرية ليعم السلام».

الخرقانية/ التجار يقدمون خدمة توصيل المخدرات للمنازل.. بعض بائعى الممنوعات يرسلون بضاعتهم إلى «الزبون» والبعض الآخر يعرضها على المارة وفريق ثالث يبيع داخل منزله



الخرقانية مركز القناطر الخيرية محافظة القليوبية..يصفها أهلها بـ«الباطنية»، ورغم ذلك لها تاريخ مُشَرِفْ، فقد ذكرها على مبارك فى كتابه الخطط التوفيقية، ورجّح أنها محل قرية «سركازروم» التى قال عنها هيرودوت: إن نهر النيل يتفرع عندها إلى فرعى دمياط ورشيد، كما نقل عن المقريزى أن القرية كان لها شأن فى زمن الفاطميين، حيث كانت متنزهًا للخلفاء، وكان اسمها حينئذ «الخاقانية»، وأن الجامع ذا المئذنة الذى بالقرية بناه «عثمان كتخدا القازدغلى»، بانى جامع «الكيخيا» فى الأزبكية وزاوية العميان بالأزهر.


اليوم السابع -5 -2015


ولكن دوام الحال محال والتغيير مبدأ الكون، فلم تعدالخقانانية أو الخرقانية، كما كانت فى زمن الفاطميين، بعد أن أصبحت وكرا لتجارة المخدرات، بصعوبة يوافق بعض شباب القرية الإدلاء بمعلومات، بينما يرفض كثيرون رغم السرية الحديث خوفا على أنفسهم وأهليهم من تجار السلاح والمخدرات.

مصطفى نعيم صاحب ورشة حدادة من سكان الخرقانية يقول: % 90 من أهل القرية يتعاطون ويتاجرون فى المخدرات، ولا ينكر ذلك إلا منافق، هناك بمنطقة الكوبرى المشتهرة بتمركز باعة المخدرات، كانت ثمة طاولات مرصوصة بجوار بعضها عليها أكياس سوداء أُخفيت بداخلها البضاعة، بينما انتشر شباب هنا وهناك، فيما اكتفى آخرون بالجلوس امام منازلهم فى انتظار «الزبون».

يقول محمد أحمد من شباب القرية: هنا مافيا للمخدرات والسلاح والتجارة مفتوحة فى جميع الأنواع بداية من شريط الترمادول وانتهاء بالبودرة والأفيون والحشيش، متابعا التجارة هنا صريحة وواضحة نراها جميعا ولا أحد يعترض، لأن الغالبية العظمى منا يفعلون ذلك، ولا يملك الباقون حق الاعتراض.

وعن طرق التجارة يقول: هناك فرق بين تاجر الجملة والقطاعى، وأيضا الموزع والمتعاطى، مسترسلا: لنتفق أن %90 من الأهالى يتعاطون الحشيش والترمادول، ولكن من يتاجرون بالجملة قلة، وأغلب الناس هنا يعملون بالتوزيع.

وعن طرق التوزيع يقول: هناك ثلاثة أنواع من التوزيع الأولى: دليفرى حين يتصل الزبون بأناس بأعينها يُعرفون للجميع، ويتم قضاء الطلب له بعد نصف الساعة عن طريق الدراجة البخارية، والثانية حين يشترى الزبون سلعة ما من محل تجارى، فى ظل جلوس بعض الموزعين فى مناطق بعينها كمنطقة «الكوبرى» بالقرية وأمامهم طاولات عليها المواد المخدرة، وثالثها شراء المخدرات من منازل معينة يعرفها المتعاطون.

كوم السمن/ بساتين الفاكهة تتحول إلى أوكار للجريمة..الأهالى: سمعة القرية السيئة تعطل كل أشكال التجارة المشروعة ونطالب «الداخلية» بحمايتنا من «الشمامين والحرامية»



كوم السمن، القرية الأكثر شهرة بتجارة الفاكهة، باتت مصدرا للرعب بين قرى محافظة القليوبية مركز شبين القناطر، لصيتها الذائع فى تجارة المواد المخدرة، والسلاح وسرقة السيارات، لدرجة معاناة سكانها بسبب انعدام الأمن، والسرقة والبلطجة، وتجارة السلاح.

سمعة القرية السيئة أدت إلى كساد تجارى تعرضت له المنطقة المشهورة بشوادر الفاكهة ومعارض الأجهزة الكهربائية بسبب التصاق اسمها بسرقة السيارات وتجارتها للمخدرات ورعايتها للبلطجة.
يقول محمد فؤاد، صاحب معرض للأجهزة الكهربائية بقرية كوم السمن: بسبب ذكر قريتنا بمسلسل «الباطنية» وُصِمنا بتجارة المخدرات، وما عاد الناس يأتون لشراء سلعتنا تخوفا من الطرق المهجورة، التى يكثر فيها البلطجية وسارقو السيارات»، متابعا: الطرق حتى «بلقس» مشبوهة ولا نستطيع السير فيها بعد التاسعة مساء.

وفى شادر فاكهة أولاد الحاج رضوان قال فكرى رضوان: «نتعرض لخسارة فادحة بسبب تجارة المخدرات المعروف بها أهالى القرية، فقد توقفت حركة البيع والشراء، بسبب المشاكل الأمنية والبلطجة».

وأضاف «تأتى الثمار إلينا من محافظات عدة كالغربية التى تورد إلينا العنب، والشرقية التى نجلب منها المانجو، والصحراوى حيث الموالح بجميع أنواعها، لكن المشكلة أن كل هذه الطرق حدث عليها المئات من عمليات السرقة، وهذا يعرضنا للخسارة، وسرقة سيارتنا المحملة بالفاكهة، وأحيانا تكون بها مبالغ مالية كبيرة».

وسرد فكرى واقعة تعرضه للسرقة مؤكدا أنه اضطر لدفع مبالغ مالية وصلت لـ40 ألف جنيه كى يسترد السيارة قائلا:«سُرقنا عدة مرات، ولاسترداد السيارة ذهبنا لأناس اشتهروا بذلك ويعلمهم جميع القرية، وتمت مقايضتنا وبالفعل دفعنا فى سيارة 40 ألف جنيه، وفى أخرى 50 ألفا».

وعن أشهر أسماء تجار المخدرات وسارقى السيارات قال: «الدُكش، ومحمد موسى، وحافظ موسى، وكوريا».

وقال المعلم بدوى سِنْجر، من أشهر عائلات كوم السمن: «القرية مركز للشمامين من جميع القرى والبلدان، يأتون لسرقة أى شىء يجدونه أمامهم، سواء حلق أو خاتم فتاة صغيرة، أو دراجة بخارية من أمام المحلات والمنازل، فمعظمهم فارين من أحكام قضائية، وبعضهم هارب من الإعدام بعد الثورة».

وسرد بدوى ما حدث معه حينما سرقت دراجته قائلا:«بعد السرقة قمت بالبحث فى الدواليب الخاصة ببيع البرشام، إلى أن وصلت إلى أحدهم ويُدعى الدُكش، القاطن بقرية الجعافرة، ورد إلى دراجتى مقابل 200 جنيه، عمل معايا واجب لأننى من أهل المنطقة».

وطالب «بدوى» بتشديد الإجراءات الأمنية على المنطقة وتكرار الحملات الأمنية، حتى يؤمن الناس فى منازلهم والعمال فى عملهم، ولا تتكرر تلك الحوادث المسببة لرعب قائم فى القرية.

وعن أماكن بيع المخدرات بكوم السمن قال بدوى: الأشهر هنا الرشاح الواقع بجوار طريق الفاتحة، هناك عشرات البلطجية المسلحين ويوجد دائما بحوزتهم كميات من البودرة وحقن الماكس.

تاجر: وضعت قائمة بأسعار المخدرات أمام منزلى..«بعد الثورة أولادى كانوا هيموتوا من الجوع وماكنتش قدامى إلا المخدرات يا إما أسرق السيارات وأموت الناس»



بعين زائغة ويد مرتعشة لا تفارقها السيجارة، بدأ تاجر مخدرات فى منطقة «الخرقانية» حديثه بعد أن حصل على وعد منا بعدم ذكر اسمه، فضلًا على حماية المصدر الذى توسط بيننا لإجراء هذا الحوار.
التاجر بدأ كلامه قائلًا: كنت أعمل بالنقاشة، وأكملت تعليمى حتى الإعدادية، تزوجت وأنجبت أربع بنات وولدًا.. قبل الثورة، ورغم صعوبة العيش فإن الحال كان مستورًا، لكن الأمور تغيرت بعد الثورة، ومع كساد العمل بل وانعدامه بت لا أجد قوت أبنائى، فضلًا على عدم امتلاكى مصاريف مدارسهم وملابسهم وغير ذلك، كنا نستدين حتى ملّ الناس منا، لأنهم أيضًا تغيرت أحوالهم.

بمبررات المدرك لخطئه يقول: لم أكمل تعليمى، ولو أننى أكملته هل سيتم توظيفى، وإذا وُظِفت ما الراتب الذى سأتقاضاه؟، هنا من يريد العيش عليه بتجارة المخدرات لا مفر، ولذا امتهن ما يزيد على %80 من القرية هذه المهنة الصعبة.

بتردد الخائف يفصح عن أسرار مهنته وزبائنه: هنا البيع «جملة وقطاعى»، وزبائننا أكثرهم من المحافظات، خاصة الجيزة، ومنطقة شبرا. وعن أشهر من يمتهن تلك المهنة، يقول: هم خماسى تعرفه جميع محافظة القليوبية.. الخرقانية، أبوالغيط، كوم السمن، الأخميين، الجعافرة، مصدر دخلهم المخدرات والسلاح، باعتباره حامى التجارة.


اليوم السابع -5 -2015


ويَُفرّق بين القرى من حيث نوع التجارة، فيقول: تشتهر «الخرقانية» و«أبوالغيط» بالحشيش والسلاح الأبيض والأفيون والترامادول، فيما تشتهر «كوم السمن» و«الجعافرة» بالهيروين وسرقة السيارات، وتختص «الأخميين» بالسلاح وتثبيت السيارات أيضًا.

وقال: كنت أجلس أمام منزلى وأضع البضاعة أعلى «ترابيزة»، وخلفى لوحة إعلانية مطولة أكتب عليها الأصناف وأسعارها «تسعيرة»، والذى يأتينى ليسأل عن بضاعتى أكتفى بالإشارة إلى اللوحة. وبسخرية يقول: «أنا لسه هتكلم واشرح!»، متابعًا: اختلف الحال حاليًا، وتخلينا عن اللوحة الإعلانية مع بقاء النشاط كما هو.

لكل مهنة مهما بلغت درجة ربحها تظل لها مشاكل وتحديات، هكذا بدأ التاجر فى سرد مشاكل مهنته، متابعًا: المهنة هنا تدار بمنطق «الخيار والفاقوس»، هنا كثير من الموزعين يتم تنبيههم من قبل المخبرين قبل أى حملة تشنها الحكومة، ويُترك بعضنا ككبش فداء، أمس حدث ذلك بعد تنبيه معظمنا بعدم الخروج للعمل، لأن المركز سيشن حملة علينا، وتركوا بعضنا «على عماهم»، فأتت الشرطة وأخذت أحدنا، ولقد تعاطف معه أهل القرية، ولهث الأطفال خلف «بوكس» الشرطة يلقونه بالحجارة، حتى أطلقت الشرطة بعض أعيرتها النارية لفض التجمهر الحادث وللسير بسلام.

ويستمر فى سرد أسرار المهنة: هنا الشباب أمامه أحد خيارين، إما أن يمتهن «تثبيت» السيارات وسرقتها، وإما أن يتجه للمخدرات، ورغم سهولة الأولى، ووفرة ربحها، فإنها خطرة، وقد تؤدى إلى القتل، كما حدث مع أربعة من الشباب دون الـ18 عامًا، قاموا «بتثبيت» سيارة لصول حربية، لم يستجب لهم وأسرع بسيارته فأطلقوا عليه النيران وقتلوه، وهم الآن بالأحداث.

وعلى الرغم من مخالفة هذا التاجر القانون وبيعه المخدرات، فإنه ينتقد الحالة الأمنية التى سمحت لهؤلاء بقتل الرجل، قائلًا: كيف لشباب صغير يحمل سلاحًا آليًا ويقتل به رجلًا بريئًا؟!

خبراء أمن: وجهنا طاقتنا للحرب على الإرهاب فتنامت البؤر الإجرامية..المناطق المذكورة معروفة لدينا بالإجرام.. «وأى ضابط عايز ضبطيات بيوقف ميكروباص هناك ويطلع منه بسلاح ومخدرات»




اليوم السابع -5 -2015


قال اللواء جمال أبوذكرى الخبير الأمنى عن قرى الجريمة: «تشتهر هذه المناطق بتجارة المخدرات والإجرام، وقمت بنفسى بحملات كثيرة بهذه المناطق، إلا أنهم بعد الانفلات الأمنى ظهروا على الساحة من جديد.

وعن سبب بروز أعمالهم فى الفترة الحالية قال أبوزكرى: «فى الفترة الماضية ركزت الشرطة على الإرهاب بسيناء، وتركت ما عداها، إلا أنها مؤخرا أدركت هذا الأمر واضعة خطة أمنية لمحاربتهم».
وعن الخطة الأمنية قال: «بدأت ونستهدف الإجرام المنتشر هناك، إلا أن الأمر يتم تدريجيا، مع الوقت سيتم القضاء عليهم نهائيا، نظرا للضغوط الواقعة على الداخلية من جميع الجهات، الآن تضرب أبراج الكهرباء، فأين تعاون الأهالى، المفترض وجود تعاون بين الشعب والشرطة».

وطالب أبوزكرى باتحاد الشعب مع الشرطة كما حدث، مضيفا: «يجب على أهالى القرى إبلاغ المباحث بمن يرعون تلك التجارة الممنوعة».

من جانبه قال الخبير الأمنى حسن الزيات: «الأمن لا يستقر مرة واحدة ولكن تدريجيا، ومن ثم فإن البؤر الإجرامية لا يمكن أن تختفى دفعة واحدة، وهذا يفسر سر تواجدها بكمية كبيرة فى القليوبية».
وعما يجب فعله لمكافحة تلك البؤر قال الزيات: «كبداية يجب جمع السلاح من الأهالى»، متابعا: «هناك ضرورة للاستجابة لتلك الحملات التى يدعو إليها الأهالى لجمع الأسلحة منهم، كذلك يجب تجفيف منابع المخدرات والأسلحة والأفراد الذين يغذون الإرهاب من سيناء وليبيا».

وقال مصطفى إسماعيل الخبير الأمنى: «هذه المناطق تعرف لدينا بتجارتها المكثفة للمخدرات، وبلغ الأمر أن أى ضابط يريد عمل ضبطيات، يذهب ويوقف «ميكروباص» بشكل عشوائى ويطلع منه بسلاح ومخدرات.

وعن تاريخ تلك المناطق قال إسماعيل: «منهم بعض أهل سينا الذين هاجروا منها وأتوا إلى المناطق، ووقتها كانت المخدرات تهرب من سيناء إلى القليوبية، معظمها قبائل عربية».

وردا عما قيل من تواطؤ بين المخبرين وتجار المخدرات، قال إسماعيل: «أحيانا يفعل المخبر ذلك، دون علم الضباط».

وعن كمين الشرطة المستقر بقرية الجعافرة قال: «الكمين لن يستطيع فعل شىء لأن القرية جميعها قائمة على المخدرات، تحتاج لعلاج أمنى وقيام حملات كبيرة ومكثفة، فالحل ليس بأن أقوم بحملة مصغرة على الموزعين وأترك كبار تجار المخدرات».

الجعافرة/ كمين شرطة أمام منزل كبير تجار المخدرات



سميت قرية «الجعافرة» بـ«عاصمة جهنم»، لأسباب عدة، أولها وجود أعتى العناصر الإجرامية بها، والفارين من العدالة، لكونها محاطة بعزب تمتد لعشرات الأفدنة يختبئ فيها المجرمون. فى جولة ميدانية بالقرية ذات «الفلل» والأبراج المرتفعة على عكس ما تشتهر به منازل القرى عادة، رفض الأهالى المشاركة والإدلاء بالأحاديث، كذلك رفض ضابط الكمين الكائن بها إجراء أى حوار دون تصريح من العلاقات العامة بوزارة الداخلية.

اليوم السابع -5 -2015

بجوار الكمين جلس رجل ستينى يدعى «سيد» أمام محل للفاكهة ملاصق لفيلا تاجر المخدرات الأشهر محمد موسى، والتى اقتحمتها الداخلية واستقرت بها إلى حين القبض على صاحبها، يقول العم «سيد»: كل يوم أشاهد فى هذا المكان تجار المخدرات، متابعًا: كان الأمر قبل الثورة يتم فى الخفاء، وبعد الثورة أصبح عيانًا بيانًا، يأتى الناس ليصطفوا فى طوابير لشراء المخدرات. وأضاف: يُعرف هذا الشارع بـ«خط النار»، وسمى كذلك لأن تجار المخدرات كانوا دائمى ضرب الأعيرة النارية به، يطلق أحدهم النار، فيرد عليه آخر ليعلمه بوجوده.

وعلى الرغم من وجود كمين بـ«الجعافرة»، فإن حركة البيع مازالت مستمرة، لكن بهدوء.. يقول محسن على، من شباب القرية: هرب تجار المخدرات، ولم تلق أجهزة الأمن القبض عليهم، مع أن الحكومة تعلم أماكن استقرارهم فى «الجناين».


اليوم السابع -5 -2015








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة