يصل اليوم إلى روسيا الاتحادية الرئيس عبدالفتاح السيسى فى زيارته الثالثة، الأولى حينما كان وزيرا للدفاع «12و13 فبراير 2014»، والثانية بعد انتخابه رئيسا لمصر بشهرين فى «12 أغسطس 2014»، والثالثة 9 مايو 2015 لمشاركة الشعب الروسى الذكرى السبعين للانتصار على الفاشية. روسيا «وشها حلو على السيسى»، فى الزيارة الأولى خلع الزى العسكرى ولبس الزى المدنى، وأهداه الرئيس الروسى بوتين جاكيت عليه وسام النجمة الذى لا يمنح سوى للرؤساء فى دلالة واضحة.. وبعدها تم انتخابه رئيسا، الزيارة الثانية استقبل فيها السيسى استقبال الأبطال، وحظى بصفقات كبرى، صفقة سلاح كشفت عنها صحيفة «فيدوميستى» واسعة الانتشار، وأكدت أنها بـ3 مليارات دولار، وبها أسلحة لا تبيعها روسيا لأحد، وكذلك اتفاقيات اقتصادية شملت زيادة الصادرات الزراعية %30 وارتفاع صادرات الحبوب والقمح %60، وإقامة منطقة صناعية فى محور تطوير قناة السويس، وزيادة السياحة، وارتفع بعدها حجم التبادل التجارى بين البلدين %33 مقارنة بـ 2012.
الزيارة الثالثة «عيد الانتصار على النازية والفاشية» أهم الأعياد الروسية لها دلالة خاصة، حيث لا يدعى إليها سوى أبطال الحرب، التى تسمى فى روسيا «الوطنية العظمى» «الحرب العالمية الثانية»، والتى دفع فيها العالم 40 مليون شهيد منهم 28 مليونا من دول الاتحاد السوفيتى السابق «15 دولة»، دفعت روسيا 20 مليون شهيد من بين الـ28، وهناك ملايين القصص البطولية لمن دفعوا حياتهم، فيما يسمى «أدب الحرب»، وللانتصار قصة، حيث وصل جحافل النازى إلى حدود روسيا، وأثناء بث العدو روح الخوف بين الروس، ظهر الزعيم السوفيتى «ستالين» أمام الجماهير التى تراجعت، وشكلت هجوما مضادا من 1943 وحتى اجتياح القوات السوفيتية لبرلين ودحر الفاشية، وبرزت معركة «ستالنجراد» كرمز للبطولة، هكذا يزور بطلنا السيسى روسيا كرمز لمصر التى تدفع كل يوم شهداء وضحايا ضد النازية الجديدة وهى «الفاشية الدينية»، وتقاتل على كل الحدود بيت المقدس شمالا، وأنصار الشريعة غربا، والإخوان جنوبا، وداعش شرقا، تخوض مصر حربا يدفع فيها كل بيت مصرى ضحايا ما بين شهداء وجرحى، وكما كانت معركة «ستالنجراد» فاصلة لروسيا، ستكون معركة سيناء فاصلة لمصر، وحول الانتصار الروسى كان من أبرز الأفلام فيلم «روسيا لا تعرف الدموع».. هكذا مصر التى لا تعرف الدموع.. هكذا تبدو دلالة زيارة البطل السيسى الثالثة لروسيا، لا يحتاج الأمر إلى قول إن الزيارة ستبحث سبل دعم روسيا لمصر من أجل انتصار مصر على الفاشية الجديدة بكل السبل العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية، خاصة أن العدو الجديد لو لم يهزم فى مصر فسوف يهدد روسيا وشرق أوروبا والجمهوريات الإسلامية والعالم أجمع.