قصة الإخوان مع ألمانيا ليست أخيرة، كما كتبت بالأمس هنا، ربما كادت أن تتأثر بأحداث سبتمبر 2001 بعد توجيه المخابرات الأمريكية الاتهام إلى القيادى الإخوانى السورى غالب همت، رئيس فرع الجماعة والتنظيم الدولى فى برلين، بدعمه للإرهاب وصنفته السلطات الأمريكية على أنه ممول الجماعات الإرهابية التى فجرت برجى التجارة.
أمام هذه الاتهامات يتوارى همت ليظهر بعدها بعام واحد من أخطر قيادات التنظيم فى ألمانيا، ليتولى إدارة شؤونه فى أوروبا انطلاقا من رئاسة التجمع أو المركز الإسلامى.. «الرجل العنكبوت» - كما وصفته أجهزة أمنية ألمانية - الذى شكل شبكة معقدة من الاتحادات والمراكز الإسلامية داخل ألمانيا وخارجها وكان -وما زال - الممول لها. الإخطبوط إبراهيم الزيات رجل الأعمال المصرى الألمانى، الذى يدير مجموعات شركات ألمانية وتركية، فهو متزوج بدوره من ابنة شقيقة نجم الدين أربكان، رئيس وزراء تركيا الإخوانى الأسبق، وصدر ضده حكم غيابى فى مصر عام 2006 بالسجن 10 سنوات قبل أن يعفو عنه المعزول محمد مرسى عام 2012.
كل مكان إسلامى تذهب إليه فى ألمانيا يتردد اسم الزيات، فهو يدير أكثر من 300 مسجد ومركز تابعا لإحدى المنظمات التركية التى تعتبرها أجهزة الأمن الألمانية تشكل خطرا على الدولة ونظامها الديمقراطى، الزيات يعمل فى كل شىء من شركات استشارات وتمويل إلى عقارات وبناء المساجد ووساطات وسمسرة، ولديه شبكة علاقات اجتماعية وسياسية مهولة، وبعض الكتابات الصحفية الألمانية تشير إلى أنه وسيط عقارات لشخصيات ورجال أعمال ومستثمرين عرب فى ألمانيا، وتلمح كتابات أخرى إلى وجود علاقات «بيزنس» بين الزيات ورئيس البرلمان وهو ما يفسر موقفه الهجومى على مصر مؤخراً.
لكن تظل طبيعة التعامل الألمانى مع مسألة الإخوان فى ألمانيا مثار تساؤلات كثيرة، فهناك انتقادات واضحة من جهات حقوقية ألمانية بضرورة مراجعة الموقف من الجماعة، ووصفتها الجمعية الألمانية لحقوق الإنسان بأنها جماعة معادية للديمقراطية بل جماعة إرهابية، ومع ذلك تبدو ازدواجية التعامل الألمانى واضحة.. وهذه قصة جديدة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
lمصري حر
lمستر اكس
طبعا ومطلوب من الشعب انه يصدق التخاريف دي