نعرف أن المناصب فى مصر خلال المرحلة الحالية مغرم لا مغنم، وأنها تحتاج مسؤولين ينكرون ذواتهم، ويفكرون بإبداع، ويراهنون على المستقبل، ويقاتلون لتجاوز مرحلة الموت السريرى الذى كانت تعانيه البلاد خلال السنوات الخمس عشرة الماضية. طبيعة المنصب الشاقة، والآمال المعقودة على المسؤولين لمضاعفة الإنجازات، وتعويض الخسائر السياسية والاقتصادية التى تكبدناها، والاستعداد للحساب العسير، كلها لا تسمح بأن يتولى أى منصب وزارى أو ما يعادله فى مؤسسات الدولة موظفون بيروقراطيون، أو باحثون عن مصالحهم الشخصية، أو فرحون بالوزارة وعلاقاتها وسطوتها، أو طيبون وراغبون فى العمل لكنهم لا يمتلكون القدرات والمهارات، فهل حقًا كل وزراء حكومة المهندس إبراهيم محلب تنطبق عليهم المواصفات المطلوبة، أم أن بعضهم أو أغلبهم موظفون يسيرون الأعمال، ويحتمون وراء المبررات والأعذار وأوضاع البلاد الصعبة والظروف السيئة؟
الإجابة لا يمكن أن تكون فى صالح حكومة المهندس إبراهيم محلب، رغم الزخم الإعلامى والتعاطف الذى تحظى به، خاصة أن المرحلة كاشفة لكل المسؤولين، من يتظاهر بالإنجاز، ومن يفتتح كل يوم مشروعًا حتى لو كان متعطلًا منذ سنوات، ومن يطارد الكاميرات والإعلام لتظهر صوره وأخباره على غرار نجوم السينما، وكأن الناس غبية لا تشعر بالإنجازات الحقيقية على الأرض، ولا تفرح بها وتتناقلها، وتتفاءل بها كعلامات على المستقبل.
نعرف جميعًا أن إرادة السيسى وحماسه وضغوطه وراء معظم الإنجازات المتحققة، وأن استعانته فى كثير من الأحيان بالهيئة الهندسية، ورجال القوات المسلحة تأتى من عدم ثقته كثيرًا فى قدرات الوزراء على الإنجاز والإتقان فى وقت قياسى، لأننا لسنا فى ظروف عادية، بل فى حالة حرب على جميع المستويات.
ولأن كثيرًا من الوزراء لا يدركون أبعاد حالة الحرب التى نمر بها، ولا يبذلون أضعاف ما يمكن أن يبذله المسؤول فى الظروف العادية، بحسب ما تقتضيه أى حرب، نجد وزراء يتعللون بضعف الإمكانات أو نقص الكفاءات، متناسين أن دورهم الأساسى هو إلغاء الأعذار والتبريرات من قاموسهم، والتفكير فى حلول وبدائل وموارد، وكلما اشتدت الضغوط عليهم، كان الاختبار كاشفًا لنوعيتهم كقادة يتقبلون الهزيمة أو يصرون على النصر.
علينا أن نسأل أنفسنا، هل وزراؤنا قادة يصرون على النصر فى ميادينهم، أم موظفون يرفعون شعار «اطبخى ياجارية كلف ياسيدى»؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة