سعيد الشحات

المنطقة بعد أردوغان

الأربعاء، 10 يونيو 2015 07:28 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتهت الانتخابات التركية إلى عدم تحقيق حزب العدالة والتنمية النسبة التى تؤهله لتشكيل الحكومة منفردا، هو بحسابات الأصوات احتل المركز الأول، حيث حصل على %41 تقريبا، لكن تشكيله للحكومة مرهون برضى آخرين، وبالتالى لا يستطيع أن يغرد على الساحة منفردا، ولن يحقق أهم مسعى له وهو تحويل النظام السياسى التركى من «برلمانى» إلى «رئاسى» كما يطمح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.
فرحتنا بخسارة «أردوغان» لأحلامه ومخططاته، يجب ألا تصرفنا عن القراءة الواعية والمدققة لنتائج هذه الانتخابات وتأثيرها فى الملفات الساخنة بالمنطقة، وإلى أى مدى سيكون مستقبل المنطقة فى ظل هذه النتائج!

هناك من يرى أن النتائج هى الموجة الأهم فى انحسار الإسلام السياسى، حيث تعد «تركيا الأردوغانية» هى الراعى الرسمى له، وموقفها من عزل محمد مرسى وحكم جماعة الإخوان فى مصر دليل، وكذلك تورطها فى الأزمة السورية بمساندة قوى الإرهاب.

أحزان جماعات الإسلام السياسى فى عموم المنطقة على نتيجة الانتخابات كاشفة، فهى لن تفقد حليفا بل راعيا، وبالتالى تبقى أمامهم قضايا ملحة، تتعلق جميعها بالمرحلة المقبلة، بدءا من تواجد رموز وكوادر لهذه التيارات على الأراضى التركية، مرورا بما سيحدث من التأثير على الكيانات الإعلامية المعبرة عن هذه الجماعات.

نحتاج أن نقرأ نتيجة الانتخابات فى ضوء تأثيرها على الأزمة السورية، بمعنى أن المدد التركى للإرهابيين فى تركيا هل سيبقى على حاله أم سيشهد انحسارا؟، والإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى أن نعرف إلى أى مدى كانت الورقة السورية حاضرة فى الدعاية الانتخابية من كل الأحزاب، وهل كانت مؤثرة على عملية التصويت أم لا؟

لأول مرة يقفز الأكراد كقوة برلمانية، حيث حقق حزب الشعوب الديمقراطى الكردى نسبة %13 أى 78 نائبا، فإلى أى مدى سيكون ذلك مؤثرا فى دعوة مسعود برزانى رئيس إقليم كردستان العراقى بإنشاء دولة كردية؟

اللافت فى هذه الانتخابات أنه بينما كانت فضائيات العالم والفضائيات العربية تتابعها أولا بأول، وتقرأ تأثيرها إقليميا، كانت الفضائيات المصرية فى واد آخر، وكأننا لسنا فى محفل يهمنا تؤثر نتائجه مباشرة علينا، ويبقى فى كل ذلك ضرورة التذكير بأن نسبة المشاركة من الناخبين بلغت %86 من إجمالى 53 مليون صوت فى الداخل و3 ملايين صوت فى الخارج.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة