نردد الحديث عن العلم وضروراته، وعن العلماء وحتمية أن يكونوا فى طليعة قيادة المجتمع، لكن هل نحول هذه القناعات إلى واقع عملى؟، هل نضع كل كفاءة فى مكانها؟، هل نعى أن هناك علماء يعطون فى صمت دون ضجيج إعلامى؟، وهناك علماء مصريون فى الخارج لا يدخرون جهدا من أجل مصلحة بلدهم، ويقدمون ما يقدمونه فى صمت، ومن هؤلاء الدكتور طلال عبدالمنعم واصل.
هو ابن الفريق عبدالمنعم واصل أحد رموز العسكرية المصرية العظام، سافر إلى أمريكا عام 1969 لدراسة الدكتوراة وكان معيدا فى كلية الهندسة، فأصبح واحدا من علماء العالم الكبار فى المجالات النووية بما تشمله من بحوث فى الصواريخ النووية عابرة القارات، والأقمار الصناعية للاستخدامات العسكرية والسلمية، وأمان مختلف أنواع المفاعلات النووية، وأبحاث الطاقة المتجددة والكربونية، وأبحاث محركات الطائرات التى تفوق سرعة الصوت. تشبع بالنجاح فى مجال البحوث العلمية النظرية والتدريس الجامعى، فقرر منذ ما يقرب من 20 عاما الانتقال إلى مجال البحوث التطبيقية، فهى التى تعطى قيمة للبحث النظرى، وأصبح نائبا أول لواحدة من أكبر الشركات العالمية فى هذا المجال، ويعمل فيها نحو 41 ألفا موزعين بين علماء ومهندسين وفنيين وحاصلين على نوبل.
هو صاحب سيرة علمية متفردة، ورغم نجاحه الكبير فى الخارج لكنه لم ينس بلده لحظة واحدة فى مسيرته التى انتقلت من نجاح إلى نجاح، وترجم محبته لبلده مصر فى أدوار وطنية هائلة، يرفض هو الحديث عنها لأنه يرى أنها فرض عليه، وبالتالى ليس من المنطقى أن تكون مجالا للمتاجرة بها، وفى ضوء هذه الخلفية كان من الطبيعى أن يكون ضمن مجموعة العلماء الذين اختارهم الرئيس عبدالفتاح السيسى كهيئة علمية استشارية له.
أتحدث عن الدكتور طلال لأكثر من سبب، أولها أن لديه رؤية شاملة وواسعة وعلمية حول قضية الطاقة وأزمتها فى مصر، وميزة هذه الرؤية أنها تقوم على حلول ابتكارية تقوم على أسس علمية صحيحة، بدلا من «فهلوة» البعض فى التعامل مع القضية، كما أن لديه تصورا شاملا عن البحث العلمى فى مصر، وكيفية التعامل معه من حيث الإجابة على سؤال: «من أين نبدأ؟». يدق الدكتور طلال الأبواب ببحوثه ودراساته دون كلل وملل، لكن أطالب الرئيس السيسى بالاهتمام بمشروعه العلمى لأن فيه الكثير.