دروس وأسئلة عديدة نستخلصها من العملية الإرهابية التى وقعت بمحيط معبد الكرنك بالأقصر، خلال اليومين الماضيين، وأدت إلى مصرع انتحاريين أحدهما فجر نفسه، وإصابة 5 آخرين فى العملية التى أريد لها أن تكون ضربة لصناعة السياحة على غرار كارثة الدير البحرى عام 1997. الدرس الأول هو رفض الشعب للإرهاب واتجاهه لمقاومته بكل السبل الممكنة جنبا إلى جنب مع جهود الشرطة والجيش، فأول من شك واشتبه فى الإرهابيين كان سائق سيارة التاكسى التى أقلتهم من منطقة الكباش إلى محيط معبد الكرنك، وأول من اشتبك مع الإرهابيين كان مواطنون عاديون سمعوهم وهم يتبادلون عبارات تشى بارتكاب عمل إرهابى إجرامى، كما أن الشرطة علمت بالحادث من السائق الذى أبلغ عن الإرهابيين ثم تعاملت معهم قبل وصولهم إلى حرم المعبد.
الدرس الثانى هو سرعة التصرف من المسؤولين لاحتواء أى أثر للحادث، وكان وزراء التضامن والسياحة والآثار سباقين للوصول إلى معبد الكرنك برفقة السائحين، وعدد من المسؤولين الأجانب للإعلان أمام العالم أجمع أن الأقصر آمنة، وأن زوار الآثار المصرية لا يتهددهم أى خطر، والحمد لله الرسالة وصلت للعالم، لدرجة إصرار وفود سياحية كانت موجودة بمناطق مختلفة فى سيناء إلى تغيير مسارها والتوجه إلى الأقصر.
الدرس الثالث، أن جماعة الإخوان الإرهابية التى تصدر بيانات الاستنكار للإرهاب بالإنجليزية، وتكلف خلاياها بمهام إرهابية وانتحارية بالعربى الفصيح، لن تفلت من العقاب والمساءلة، وهى الآن فى أضعف مراحلها وتتلقى اللطمات وراء اللطمات سياسيا وميدانيا، ولذا ستحاول ارتكاب الحماقات على طريقة من يحرق مراكبه الباقية بعد أن خسر كل شىء. أما أول الأسئلة التى تثور فى الذهن فهى موجهة إلى جهاز الأمن الوطنى، أين المعلومات الاستباقية؟ أين السيطرة على اتصالات الخلايا الإرهابية؟ أين التنسيق مع الجهات الأمنية المختلفة لرفع التأمين النوعى الظاهر والخفى حول المنشآت السياحية والرسمية المهمة؟
سؤال آخر لجهاز الأمن الوطنى، هل توصلتم لراكبى السيارة التى كانت تتبع سيارة الإرهابيين، وكان يستقلها أشخاص يتكلمون اللهجة التونسية؟ وهل توصلتم للشخص الخليجى الذى كان يراقب المشهد من بعد؟ هذه العملية النوعية لا يجب أن تمر بسهولة، نعم ربنا ستر بفضل المواطنين الحريصين على مصلحة البلد، لكن لماذا لم يتم إجهاض العملية والقبض على الإرهابيين ومن وراءهم قبل التحرك للتنفيذ؟ أسئلة وأسئلة تحتاج لإجابات قد تحسم معارك وعمليات كثيرة خلال الفترة المقبلة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة