يبدو أن كل الآمال فى المحروسة أصبحت معلقة بين السماء والأرض فى انتظار أن تسقط بين يدى الرئيس عبدالفتاح السيسى بأى طريقة، لأنه بات متفردا بالبحث عن الأفضل للمصريين وللبلد أيضاً، دون خوف ولا تردد.. ويعتنق كامل الاعتناق مقولة: «إن الأيادى المرتعشة، لا تقوى على البناء».
السيسى الذى اعتاد عبر تاريخه أن يبنى لبلاده، وأن يشارك فى كل ما يدفعها للأمام، من المؤكد أن أحدا لم يقدم له ما يفيد أن كرة القدم يمكنها أن ترفع عن كاهل الدولة قرابة الـ30 % من أعباء الموازنة، بل أيضا تسهم ربما بنسبة أكبر فى توفير فرص عمل للشباب من سن العشرين إلى الـ30 أو 32 سنة.. وبرواتب تتراوح بين 1500 و3000 جنيه.. بحسبة اقتصادية يا حضرات، يمكن لكرة القدم أن توفر كل عام قرابة الـ20 ألف فرصة عمل، بخلاف أنها الآن بكل الفشل الإدارى، والسلب والشفط تعول ما لا يقل عن الـ5 ملايين يترزقون من على شاطئ نهرها، سيادة الرئيس.. لا تصدق من يقول إن كرة القدم لعب عيال نرجوك.. بل يمكن أن نتوسل إليك أيضا!
سيادة الرئيس.. كرة القدم صناعة كبرى.. مثل السياحة، لكن أما وأن السياحة التى تستطيع هى الأخرى إعالة ملايين المصريين لها ناسها، وعلى ما يبدو أن كل وزراء السياحة لم يدركوا أهمية هذه الصناعة، وتركوها مهنة مشبوهة، وكأن الشغل الشمال هو السياحة، بينما السياحة تحتاج أن نعرض «المنتج» الذى هو «مصر» بآثارها.. دعنا نقل لسيادتك إن لدينا أملا فى أن تطلب ملف فساد مسيو بلاتر رئيس جمهورية فساد الفيفا، لمجرد الاطلاع، أو أن يلخصه لسيادتك من هم أصحاب الكفاءة، وأيضا أهل ثقة لا تصدق غيرهم، مهما كانوا شكلاً أكفاء.
نعم سيدى الرئيس.. تحتاج أن يلخص لك الملف أهل كفاءة وثقة، لكن ثقة منك شخصيًا صدقنى يا أفندم!
سيدى الرئيس.. هل قال لك أى رجل رشيد إن وجد فى محيط كرة القدم إن الاحتراف الكامل يعنى أن تصبح هناك وظيفة اسمها لاعب كرة.
سيدى الرئيس.. بداية دحر فساد صناعة الكرة أن تكون هناك تعليمات من الدولة بضرورة إعلان دورى المحترفين!
سيدى الرئيس.. دورى المحترفين يعنى أن هناك حفظا لحقوق الملكية، وبالتالى بيع وشراء وتسويق لكل هدايا الأندية الشعبية.
سيدى الرئيس.. هناك رابطة يجب أن تفرضها الدولة وعلى الاتحاد أن يرتب لوائحه على هذا النحو.. هذه الرابطة «محترفة» يقبض رجالها ويدرون أرباحا من البث التليفزيونى وغيره.
سيدى الرئيس.. النقل التليفزيونى وحده إذا ما تم البدء.. مجرد البدء فى تطهير صناعة الكرة.. سيصل بسعر الدورى إلى قرابة 2 مليار جنيه فى المواسم الثلاثة الأولى وليحاسبونا إذا كان مشروع الإصلاح صعبا، لكنه ضد أهداف السفاحين.
سيدى الرئيس.. دراسة بسيطة أكدت أن آخر راتب حصل عليه أحمد حسام «ميدو» فى إنجلترا كان قرابة الـ140 ألف إسترلينى فى الأسبوع.. يعنى أن عدد عشرين أو ثلاثين ميدو، سيكون تحويلهم للعملة نحو مصر مساويا لما يحوله ربما نصف العمالة من الشباب المصرى فى دولة شقيقة مثل الإمارات.
سيدى الرئيس.. تحويل كرة القدم إلى صناعة كما يحدث فى أفريقيا.. ودعهم يقدموا لك تقارير عن هذه الصناعة فى غانا ونيجيريا وكوت ديفوار.. والكاميرون.
سيدى الرئيس.. لا تصدق أن هناك حاجة اسمها تدخل «حكومى».. واسألوا بلاتر كيف تدخلت حكومات أمريكا.. وسويسرا.. وإنجلترا.. وغيرها، وغيرها!
سيدى الرئيس.. نستحلفك بهذا الوطن الغالى.. ومن قبل بالله رب العالمين.. أن تستدعى ملف فساد جمهورية الفيفا.. ومعه هؤلاء.. هانى أبوريدة.. د. حسن مصطفى وأن تسألهما.. سؤلاً محدداً هو: «هل يمكن أن تقوم صناعة أرباحها بالمليارات.. على اختيار إدارة عبر أندية غلابة؟!».
سيدى الرئيس.. الحلول كلها عند من يمثلون مصر فى التجمعات الدولية، وعلى رأسهم أبوريدة وحسن مصطفى.. ويجب أن يقدما، وأعيدها مرة أخرى، مشروعا متكاملا.. ينتهى بوضع أرقاما = الأرباح التى ستجنيها مصر من إعادة كرة القدم إلى النموذج العالمى.. وأن تعترف الدولة بأنها صناعة.. حتى لو أصدرتم قرارا بقانون بإنشاء «مباحث».. نعم مباحث للكرة.. سيدى الرئيس.. لسه الأمانى ممكنة.. ننتظر الرد.
عصام شلتوت
لماذا ملف فساد بلاتر رئيس جمهورية الـ«فيفا» على مكتب السيسى؟!
الجمعة، 12 يونيو 2015 04:16 م